52
م ي و ق ت ل ا وي ع الد1

التقويم الدعوي

  • Upload
    besan

  • View
    115

  • Download
    1

Embed Size (px)

DESCRIPTION

التقويم الدعوي

Citation preview

Page 1: التقويم الدعوي

الدعوي التقويــــــم

1

Page 2: التقويم الدعوي

مقدمة

.. عيننا .. هي صافية ، دفاقة

". " العين لفظ .. حواها خير إشارة وكل جميل، معنى كل

تفاؤال: ثم .. ومن الحسن الفأل يحب وسلم عليه الله صلى الله رسول وكان

العين. هذه كانت

E تروى رسائلها فإن العيون، بماء شبه لعيننا الجفاف، يعتريفها قد قلوبا

العيون وتنتج. ولماء فتنشط ، العمل ساحات وتسقى ظمأ، بعد فتنتعش

E ويتفجر ، صفاء مصادر بصفاء تأتيك هذه الفكر وعين ، ملوث غير رقراقا

بدعية. حثالة أو أرضى، بفكر مشوبة غير األصلية اإلسالم

العين هذه تصدر وإنما ، وشريفهم ، ومقدمهم ، القوم : نبيل والعين

العقل. الفضل مظنه هم ومن ، الدعاة لنبالء

وأحسنه شيء كل وأجود ثمين، نفيس معدن ولك ، : الذهب والعين

هو الدعوة فقه وسيبقى واجتهاداتها العين هذه مباحث كذلك وهي وخياره،

. األثمن هو فيه والحوار ، األنفس

، وتعلل وتصف فتحلل ، وأقعك بها تنظر ، الباصرة عينك هي ثم

. الدليل تكون أو ، فتقتحم الدرب بها وتعرف

تجس الخصم على عينك فهي ، والطليعة ، والرائد ، والعين: الرقيب

نيته. وسوء تحرمه لك

أبواب أراد فكما نسب، الفراهيدي أحمد بن الخليل عين مع أيضا ولها

الحروف: ستكون تشكيالت عبر التقاطها أو المعاني لتوزيع مفاصل معجمه

الجزئية االجتهادات لشتات جامعة المعاني، لحسان ناشرة العين هذه أبواب

خليل. داعية كل الفصاحة تعلم ، فيها لغة عبر إسالمي، وعي أجل من ،

والحديدة والجديد ، والشمس ، والجماعة ، : المال العين معني ومن

، منظور بينه قد العرب لسان في قبله وما ذلك كل ، الحراثة آلة رأس في

جماعي اجتهاد خالل من داعية، يتموله مال أغلى هي ، عيننا إفكار وكذلك

2

Page 3: التقويم الدعوي

ما غير في جديدة بنظرة القديم التراث من يستنبط ، الشمس وضوح واضح

الحديد. بآلة الجهاد طريق الدعاة ويعلم جامد، تقليد

حظا لنا يقسم أن نرجوه ، كريم رب من بمزيد، نطمع ثم لنا، ذلك كل

: السالم عليه للكريم وعده من صغيرا كان مهما

E فأمض : واجمعها الله شاء إن المائة ستبلغ التي العين رسائل مع راشدا

الدعوة. فقه لك يجتمع

.. اإليمان. درب في للماشي الزاد لنعم وإنه

: األعيان عيون

pسالم دعاة إن همه من وهبوا بما ، جدال ال ، الحاضر الجيل أعيان هم اإل

المثال. ضر بعيد وتجد ، اإلصالح على تحرص

.. السلسلة هذه تصدر ولهم

.. .. تحية جديدة إشراقة كل من فلهم

الدعوة، لفقه الرحبة اآلفاق كشف في " يتركز العين " رسال هدف إن

يدي بين ذلك كل ووضع ، المربين معاناة وإنماط اإلسالمي، العمل وتجارب

وتمكينا. ، لهم تعليما اإلسالمية، الصحوة شبب

من االنفتاح حياة نعيش ألنا ذلك، لكل مكملة الحضارية األبعاد لكن

أخرى جهة من ، بالغزو تجاهر أو ولباقة بهدوء تتدسس مغيارة ونواجه ، جهة

فكان ، أخرى جهة من بالغزو، تجاهر أو ولباقة المسلم للداعية بد ال فكان ،

العلوم وأنواع ، الشمولية الثقافة نحو يسعى أن المسلم للداعية البد

أن السلسلة هذه على وكان ، مهيمنا مسيطرا التيار، فوق ليلعوا والفنون،

ووكليها الخبر، وتنبيه ، له وتستكشف ، تعين هذا، الحضاري دربه في ترافقه

ومعه ، ويعقب يكتب لم إن ، ويختار ينتقى ، الراشد أحمد ذلك: محمد في

ويطور وينقح يكتب ، الحسن يوسف الله عبد سواء: الدكتور قدم على

الدوائر. ويوسع

من ليس نصوصهم ومراجع الفقهاء كالم إيراد في االستقصاء أن على

نرى وال ، السلف بأقوال والتبرك االستئناس هو وإنما ، الرسائل هذه وسيلة

3

Page 4: التقويم الدعوي

نحن نهتم وإنما ، البحوث أصحاب الجامعات ألزمته ما داعية يلزمنا أن

عباراتنا في التأمل الممارس على يوجب مما والتأويل، والقياس بالتعليل

من إليها نذهب التي المعاني يدرك وأن ، اإلسالمي العمل واقع ضوء على

والمجاز. اإلشارات خالل

من منا ترجوه ما بمقابل ، واالستيعاب المطالعة حسن تكون أن فقرر

نسخا وقدم فهم، بمزيد لك المطالعة: يؤذن وكرر ، واالختيار الكتابة حسن

مذهبك ويروج ، الفوائد لك: تنتشر إخوان إلى هدية الرسائل هذه من أخرى

أقر. النتيجة فتكون ، أوفر عدد قناعتك بمثل ويقتنع اإلصالح، في

E ربا معنا سبح ثم .. ونصيرا هاديا

الدعوي التقويم

دعوية تقويم عملية إلى الدعاة بعض وأحيانا – المربي الداعية يحتاج

االلتزام دائرة ضمن وخارجه، الصف داخل كلهم أو األفراد لبعض مستمرة

هذه التقويم عملية تكون وقد ، الحدود هذه خارج حتى أو ، العام اإلسالمي

E E أو جرحا تكون قد كما معا، كليهما تتضمن وقد بل ، توثيقا أو تضعيفا ، تعديال

بها يقوم قد التقويم عملية فإن وكذلك ، التفصيل بعض فيها أو ملجمة

أحيانا بها تقوم وقد ، أقرانه من أو مستواه دون هم من حول الداعية

أخرى. أحيان في وأحد شخص يمارسها وقد بأكملها، مجموعة

قد أنا إال وإداري تربوب عمل أنها رغم بشقيها التقويمية والعملية

ذلك كل إلى وباإلضافة ، الظروف بعض عند الدعاة عموم قبل من تمارس

أحيانا تمارس وقد ، يبررها ما ولها العمل ضرورات بسبب تمارس قد فإنها

أو الناس، استغابة حب أو ، الفكري الترف بسبب تتم حيث خاطئ، وبشكل

E األحيان بعض في النظري الغلو لها. المرافق العقلي بالعمل تلذذا

4

Page 5: التقويم الدعوي

وإيجابيات سلبيات

المسلمة الجماعة في عنها محيد وال ضرورية جد التقويم عملية إن

معرفة يقتضي مما اإلسالمي العمل في ومقاصدها الواليات لتنوع وذلك

األنصار معرفة أن كما ، لهم الواليات تلك إسناد يمكن حتى وتقويمهم األفراد

في اإلسالمي للعمل ضرورية األخرى هي لهم المتفاوتة والدرجات واألعداء

، بعدة أو المدى قريبة ، سوقية أو تنفيذية خطة ألي عنها غنى المجتمع. وال

pسالمي العمل في ، اإلنسان ألن E باعتباره الخصوص وجه على اإل E عمال بشريا

الفشل. أو النجاح عوامل في تأثيرا وأكثرها ، الخطط هذه أركان أهم من

داخل خاطئ بشكل تستعمل قد أنها إال ، العملية هذه أهمية أن ورغم

فتقل الموضوعية أو المنهجية من شيء إلى تفتقد وقد ، المسلمة الجماعة

في يسرف البعض أن ذلك في والسبب كبير حد إلى منها االستفادة

إلى أو التجريح من نوع إلى العملية تتحول حتى التقويم في حقه استعمال

من مضاد- يسبب اتجاه أصحاب يندفع وبالتالي ، والمديح لإلطراء منبر

مخالف األمر هذا بأن واإلدعاء العملية إيقاف المرهف_- إلى الشعور

بل أهله، لغير األمر ويوسد ، أصحابها لغير األعمال فتسند ، والورع للتقوى

5

Page 6: التقويم الدعوي

وتردكه ، مجلس في فيسرف معا باألمرين المربين بعض يقع وأحيانا

باألشخاص، برأية اإلدالء عن فيمتنع آخر مجلس في المرهفة حساسيته

يمارس آخر. فقد سلبي وجه وللقضية ذلك، بسبب المصالح بعض فتتعطل

على استناد دون ولكن ، تفريط أو إفراط دون التقويم في حقهم الدعاة

هي ليست مجاالت في لشخص القوة نقاط البعض يذكر فقد منهيج، أساس

في الشرعي وعلمه وعبادته الشخص ورح على يثنى إذا البحث، بمناط

بالشجاعة آخر شخص على يثنى وقد ، سياسية لكتابة ترشيحه مجال

، والتجريح الذم إطار وهكذا شورية، لمهمة ترشيحه مجال في والنشاط

الذوقية المسائل من أساس على والتعديل الجرح يبنى اآلخر والبعض

E واإلطراء المديح فن يتقن والبعض ، والشكلية واجب هو هذا أن منه شعورا

النقيض على هو من يوجد بينما العمل، لمصالح النظر دون والمروءة األخوة

، الموازين نسبة إلى النظر دون األخطاء عن والبحث النقد فن يتقن إذ

واجتماع ، نادي البشر في الكمال وأن ، أخرى دون لمهمة الفرد وصلح

والتفريط. واإلفراط الموازين تضيع وهكذا ، معوز الفضائل

، المنهجية العيوب على والتنبيه األمر هذا دراسة يقتضي كله هذا إن

العملية أداء في المربون بها ليهتدي واألسس القواعد بعض ووضع

التقويمية.

وانتماء أصالة

وأحوالهم الناس معرفة فنون أحد هي التقويم عملية أن شك ال

علم وهو ( ، األنثروبولوجي علوم من اعتباره يمكن ) أي عام بشكل

الحضارة وتميزت ، الشريف النبوي الحديث علوم كأحد ابتدأ أصيل إسالمي

به. اإلسالمية

أنه رغم اليوم الجماعي اإلطار في التقويم استعمال أن الواقع وفي

القياس أن إال الحديث، علم في والتعديل الجرح مالمح بعض إلى يستند قد

الحديث علم في الجرح أن وهو جوهري، فرق لوجود ، دائما يصح ال المطلق

ثقته حيث من الخصوص، وجه على الرواي معرفة هدفهما التعديل أو

6

Page 7: التقويم الدعوي

أو إنسان أي معرفة فألجل الدعوي التقويم في أما ، الراوية على وقدرته

أن ذلك في واألصل فيها، الضعف ونقاط قدراته مجمل حيث ومن ، داعية

في عليه يترتب النبوي( وما ) النص صحة النهاية في يخدم والتعديل الجرح

المقاصد جملة يخدم الدعوي التقويم بينما صحتها، أو الرواية ضعف درجة

الدعوي. للعمل والنهائية الكلية

البحث أن إذ ، واحد األصل أن يثبت الدقيق النظر أن من وبالرغم

واألمانة واألمانة، القوة صفتي من معرفة إلى مرده منهما كل في الفاحص

هي إذ القوة، نسبية هي االفتراق نقطة أن إال ، التقويمين في مشتركة صفة

الدعوي النشاط في تعنى بينما والحفظ الضبط تعنى الحديث رواة عند

الخصائص. من متنوعة ومجموعة ، متباينة جملة

E – الجرح تعرف في يقال ولهذا الحديث: أهل عند – اصطالحا

عليه يترتب مما وضبطه وحفظه عدالته في يقدح الراوي في وصف ) ظهور

(. ردها أو ضعفها أو روايته سقوط

فيقل ، بهما يخل ما ومروءته دينه أمر في يظهر لم من والتعديل: ) هو

(. األداء شروط توافرت إذا وشهادته خبرة لذلك

بالرواية يتعلق فيما الراوي صفة على الحكم مناط أن التعريفيين من فيؤخذ

الدعوي العمل في بينما األخرى، خصائص إلى االلتفاف النص. دون ونقل

فيقال: األخرى، الخصائص يخدم بما التقويم تعريف يمكن

والية إسناد عليه يترتب مما متكامل بشكل اإلنسان أوصاف ) معرفة

E تجاهه موقف إتخاذ أو ، له معينة إيجابيا(. أو سلبا

خصائص جملة على تبنى التي المختلفة المقاصد يخدم التعريف وهذا

اإلنسان. وأوصاف

ثالثة روافد

ما وهي ، االستفاضة : شهادة منها ، متعددة بطرق وأحوالهم الناس يعرف

التقويم : عملية ومنها ، واالمتحان االختبار : طريقة ومنها الناس، بين ينتشر

فقال: ذلك اإلسالم شيخ لخص وقد ، والتعديل الجرح بواسطة

7

Page 8: التقويم الدعوي

بالجرح تكون وتارة الناس، بشهادة تكون تارة الناس أحوال ) ومعرفة

(- . واالمتحان باالختبار تكون وتارة ، والتعديل

لها يكن لم إذا االستفاضة بشهادة يأخذوا أن للدعاة فيمكن ولهذا

إال يستفصل وال ، وأحوالهم الناس على الحكم في األصل وهي ، معارض

الخصائص ببعض التفصيل فيمكن أحكام، عليها يبنى التي الحاجة عند

إسناد أو ، االنضمام ومنها التعامل، ضرورة تدعو عندما عنها واالستفسار

كلما الدعوية الوالية أو الدعوى المركز أهمية زادت وكلما له، دعويه مهمة

للجماعة يمكن وكذلك ضرورة، وأكثر أهم االستفصال إلى الداعي كان

التكليف بواسطة واالمتحان االختبار طريق تسلك أن وأميرها المسلمة

إلى والنظر ، الدعوية التكاليف تنفيذ وبمراقبة الخاصة، بالمهمات

نوع من عمله خالل تاريخه معرفة فإن وكذلك للداعية، الدعوية الممارسات

يبقى المذكورين الطريقين بهذين األخذ ومع ، بالممارسة االختبار من

الطرق أحد والتعديل الجرح من بجناحيها التقويم عملية في الثالث المجال

التوثيق دائرة وتظل ، عنه غنى وال ، استعماله من بد ال والذي المهمة،

والمنهجية. واإلنصاف بالعدل فيها الدعاة لولوج رحبة والتضعيف

... وموازين ضوابط

تقود المسلمة الجماعة داخل التقويم قواعد استعمال أهمية إن

على المبنية العقلية والموازين الشرعية، الضوابط وضع إلى بالضرورة

، األفضل الوجه على التقويمية العملية إلتمام والالزمة الشرع، قواعد

يخرجها الذي الحد عن بها الجنوح دون منها، واالستفادة ، بكفاءتها واالرتفاع

عن بها ينحرف أو واإلنصاف، الفضل حدود بها يتجاوز أو االعتدال، عن

التشريع مقاصد وفق صائبة شرعية وسيلة تصبح ولكي الصحيح، المسار

العامة، التشريع مقاصد وفق صائبة شرعية وسيلة تصبح ولكن العامة،

خدمة أجل من وتكلف، حرج ودونما وتعسف، ضيق دون استعمالها ويمكن

تعالى. الله يرضاة ما الدعوة مصالح

8

Page 9: التقويم الدعوي

بالمعروف احتكار

إال ، الدعاة عموم بها يقوم قد التقويم عملية بأن الحديث سبق رغم

وفي جهة، من إشرافهم تحت هم الذين أو الناس، بعموم محدود هذا أن

في فاألصل وإال أخرى، جهة من لذلك الماسة كالحاجة ، خاصة ظروف

التقويمية العملية بمجل يقمون فهم األمراء، بها يقوم أن التقويم عملية

غيره من أقدر ما عمل عن والمسؤول ، له يصلح وما الداعية معرفة لغرض

العمل فاحتكار هذا على وبناء ، العمل لذلك معه يصلح من اختيار على

وسد ، السوء ألبواب وغلقا ، للمفسدة دفعا أولى، هو معينة لطبقة التقويمي

أشبه- في هم ، واألمراء ، الغيبة ومسائلك النجوى، طرق على الذريعة

روايتهم على والحكم الرواة فتقويم والتعديل، الجرح بعلماء – التقويم عملية

العلم أهل من الحديث علما بعض حتى عنها وامتنع بل ، عالم كل بها يقم لم

جهابذة إال الصعبة المهمة بهذه يضطلع ولم ، ونقلته شراحة من أو ، دراية به

قطني والدار معين وابن والنسائي، ومسلم كالبخاري رواية، الحديث علم

األفذاذ. من وإضرابهم ، حجر وابن والذهبي حنبل وابن

E أنها فوق األمراء على العملية اقتصار محاولة والسبب لذريعة سدا

وااللتزام الصحيح، موضعها العملية وضع على أقدر المفاسد: أنهم بعض

وما والواقع، الشرع بعلوم األوسع بمعرفتهم األمر غلبة وكذلك بضوابطها،

مر على عقولهم منها تمكنت وممارسات وقرائن أدلة من عليه يستندون

إليها، الحاجة ومقادير ، الوالية بمقاصد أعلم فهم ذلك وفوق األيام،

الوعظ من بد فال ذلك ومع ، أساسها على الترشيح يبنى التي والخصائص

الضوابط وتذكر اإلسالمي، بالخلق االلتزام بضرورة لألمراء المستمر

أثناء اللسان وحفظ ، البنة أصالح من المستمر، بالورع والشعور ، الشرعية

تفتقد فيها التي المفسدة، في للوقوع ومنعا لإلسراف، تجنبا التقويم، عملية

التقويم. أجر من أكبر اإلسراف وزر ويكون ، المعادلة

التقويم في موازين

9

Page 10: التقويم الدعوي

بنوعيها التقويم لعملية ثابتة وموازين ، عامة ضوابط جملة وهذه

لكل ضوابط مجموعة التفصيل وجه على منها يستل ثم ، والتضعيفي توثيقى

التضعيف ،وضوابط اللغة وعد الموضوعية على التوثيق مبنى أن إذ عملية،

الضوابط هذه أن كما ، واإلنصاف والعدل اإلسالمية، اآلداب أساسها والجرح

الدعاة. وآداب ، التربوية المفاهيم من كثير على تحتوي

E اإلخالص أوال

وأن ، قوله في اإلخالص ، التقويم بعملية يقوم من يتحرى ( أن1)

من كال يكون وأن ، والمثوبة األجر بحب مقرونا والتضعيف التوثيق يكون

E والنقد الذم أو والثناء المدح أخرى، بنية مشوب غير تعالى الله لوجه خالصا

صغيرة كانت ولو حتى شخصية مصلحة ذلك وراء من يكتسب كأن

يجب كما لنفسه، شيء على يحصل أن أو ، مجاملة عبارة أو ود، كاكتساب

رغبة أو جامع، لهوى محاربته أو شخص استبعاد أجل من الذم يكون ال أن

يدار التقويم عملية أن إذ ، الطارئ الحسد أو ، الرأي في لخالف أو ، ذاتية

أن التذكر يجب كما ، للدعوة ثمارها ببركة تؤتى حتى خالصة تكون أن لها

وليكن لها أصلح غيره يرى وهو لمهة، رشح ممن تبرآن ورسوله الله ذمة

في قدرته إلثبات التقوم في عمله يكون ال أن عظيم انتباه على المقوم

إذ يمارسه الذي العقلي الترف من كنوع العملية يجعل ال وأن ، الرأي جزالة

على طامة كانت للخير تستعمل لم أزل العقول وجزالة اآلراء فضول أن

البصري: الحسن قل واسمع ، صاحبها

إلى قائد الناس ومنفعة الله رضوان في يستعمل لم إذا الرأي ) .... وفضل

.( الذنوب إليه، حاجة تدع لم ما للتقويم يلجأ ال أن دائما التذكر المقوم وعلى

أعراض أن دائما وليعلم ، بالنيات واألعمال ، األعمال من األقوال وأن

، الصالحين أو العلماء من كانوا إذا فكيف النار، حفرة من حفرة المسلمين

إذ – الخصوص وجه على العلماء حول كان وإن – عساكر ابن قول أحلى وما

قال:

10

Page 11: التقويم الدعوي

بالزور ألعراضهم والتناول ، عظيم براء: أمر منه هم بما فيهم ) الوقيعة

العلم ليفشي منهم الله اختاره من على واالختالف وخيم، مرتع واالفتراء

لمن االستغفار من المتبعين قول به الله مدح بما واالقتداء ، ذميم خلق

صلى – المصطفى قول دائما التذكر من بد وال..... ( كريم وصف يسقهم

البخاري: في ورد كما – وسلم عليه الله

بين مما أبعد النار في بها يزل ، فيها يتبين ما بالكلمة ليتكلم العبد ) إن

.( المشرق

الشريعة أساس العدل

أمرنا وقد األمانة، من نوع التقويم عملية ألن ، واإلنصاف العدل ( تحرى2)

أولى العامة واألمانة بالقسط والقيام أهلها، إلى األمانات بأداء تعالى الله

تؤدي ال واألمانة ، أوجب الدينية المصالح في والقسط ، الخاصة األمانة من

وجبل بل ، الشرائع نزلت جله وال ، واألرض السماوات قامت وبه ، بالعدل إال

تعالى: قال وقد ، والشهوات األهواء من تحرر إذا به القبول على اإلنسان

أن الناس بين حكمتم ,إذا أهلها إلى األمانات تؤدوا أن يأمركم الله ) إن

.بالعدل( تحكموا ذلك أساس فهي بالوالية إال يتم ال بأنواعها الناس إلى األمانة وأداء

ذلك ويجر منكر، عن ونهي بمعروف أمر عليه يترتب الوالية أمر أن بد ،وال

E التقويم عملية بذلك فكانت والتعديل الجرح من نوع إلى واجب من جزءا

الوالية. شروط من باعتباره العدل وشرطها منه، بد ال الذي الوالية

، بالعدل والحكم ، أهلها إلى األمانات أداء أوجبت قد اآلية كانت ) وإذا

مع لألمانة المؤدي أن ثم الصالحة، والوالية ، العادلة السياسة جماع فهذان

يعاقبه لهواة والمطيع بعده، وماله أهله في فيحفظه الله يثبته هواه مخالفة

.ماله.. ( ويذهب أهله، فيذل قصده ينقيض اله

11

Page 12: التقويم الدعوي

قرى ذا كان ولو

يمكن وهنا ، قريبا كان ولو حتى الشهادة أداء التقويم في األمانة ومن

، أبيه عن المديني ابن سئل ) فقد المحدثين من الثقات أقوال على القياس

فقال: هو رأسه رفع ثم فأطرق ، المسألة فأعادوا غيري، عنه : سلوا فاقل

(. كذاب الله عبد : بنى السنن صاحب داود أبو ضعيف(... ) وقال إنه ، الدين

تشاغل ثم ، القرآن حفظ : أنه هريرة أبي ولده في الذهبي قوله ) ونحوه

نسيه.. ( . حتى عنه

ال فإنهم المداهنة أهل أما والطبقات، الحديث كتب في كثير ذلك وغير

قيل: فلذلك ، الورع قلة بسبب األمانة يؤدون

أخرج ربما بل ، الورع إلى يلتفت : لم مداهنا مداحا كان ) ... فإن

.والعظمة( والمكارم المدح هيئة في وهناته الكبير مساوئ المبالغة إلى األنصاب من أو ، الظلم إلى العدل من الخروج يكون وقد

الكره بسبب الذم يكون فقد كثيرة، ألسباب المداهنة إلى الصدق من أو ،

، ذلك وغير ، فاسد ظن أو ، المراتب على المنافسة أو الحسد، أو والبغض

عدم على داللة ذلك وكل ، طارئ إعجاب إو خاصة، لحاجة المدح يكون كما

: ) وال تعالى لقوله مناقض وهو ، أشياءهم الناس يخس ومن اإلنصاف

(. أشياءهم الناس تبخسوا

النفوس تتبدل فقد والورع االعتدال لنفسه المقوم إنصاف من بل

– الخطاب بن عمر عن أبيه عن أسلم بن زيد روى فقد األحوال، وتتغير

قال: – عنه الله رضي

E حبك يكن ) ال : إذا قال ذاك؟ فقلت: كيف تلفا، بغضك وال ، كلفا

.( التلف لصاحبك أحببت أبضغت وإذا ، الصبى كلف كلفت أحببت

العدل .. مفتاح التقوى

12

Page 13: التقويم الدعوي

اشترط كما للمقوم الشرط هذا ويشترط ، منه بد ال الورع كان ولذا

ذكره ما ينقل بأس وال ، وللمؤرخين والتعديل الجرح ألهل ذلك العلماء

فقال: للمؤرخ الشرط هذا في السبكي

الناس، أعراض على يتسلطون ألنهم ، هار جرف شفا على ) وهم

المؤرخ يكون أن بد فال ، صادق أو كاذب من يبلغهم ما مجرد نقلوا وربما

E E عالما E عادال قد ما الصداقة من وبينه بينه ليس ، يترجمه من بحال عارفا

.... ( منه الغض على يحمله قد ما العداوة من وال ، له التعصب على يحمله في التقويمية العملية حصر مبررات أهم من الخصائص هذه ولعل

E ، ومعين ضيق إطار في المسلمة، الجماعة E ، العامة للمصالح تحقيقا ودفعا

عليها. المترتبة المفاسد لجملة

.. الموازنة العدل ومن

والتوسط والتعديل، الجرح بين الموازنة ومقتضياته العدل ( ومن3)

الطرف عن والسكوت الحق بطرفي االكتفاء وعدم ، والتضعيف التوثيق بين

ظاهرها يكون وقد ، المدح وهي ذم طياتها بين العبارة تحمل قد إذ اآلخر،

والتعديل الجرح علماء لبعض حصل ما .. ومنها الذم مكامن وفيها المدح

، وصفه في ويبالغ محاسنه كل ويذكر يحب من بمحد أحدهم يطنب حيث

E ذكر وإذا ، أمكن ما له ويتأول ، غلطاته عن ويتغافل اآلخر الطرف من أحدا

عبارات ويكرر ، وبيديه ذكره، ما ويعيد فيه، طعن من أقوال بنقل يكثر

منهم أحد على ظفر ,إذا ، المحاسن يستوعب وال شيتى، بأساليب الجرح

E ، بغلطة: أظهرها اليوم األلسنة على يرد كما المبطن، الكالم يذكر وأحيانا

فيقول: السبكي أبن يصفه قديم هو مما

دعونا فيقول ، شخص يديه بين يذكر كلما تقدم ما يرتكب من ) إن

مع ، ذلك من بشيء يغتبه لم أنه فيظن يصلحه، الله أو ، عجيب أنه أو منه،

.الغيبة.. ( أقبح من أنه

13

Page 14: التقويم الدعوي

، آخر حق عن ويتغاضى – حق هو – جانب على المقوم يركز أن أو

اإلنصاف وما ، اإلنصاف عن تجاف ذلك وكل ، مشوهة الصورة نتيجة فتكون

في للعدل – عنه الله رضي – على اإلمام تفسير في ورد كما ، العدل من إال

واإلحسان(: بالعدل يأمر الله : ) إن تعالى قوله

.( : واإلحسان: التفضل : اإلنصاف : العدل فقال المدح في المبالغة وعدم : الموازنة واإلنصاف العدل اقتضاء ومن

المقوم وعلى ، الموازنة اقتضاء من ليس األمر فهذا ، والهجاء الذم أو والثناء

كان وإن ، العكس وال مرتبته فوق يحب من يرفع ال أن – اإلمكان جهد –

ويصم. .. يعمى الشيء فحب ، هذا تجنب على للمرء قدرة ال أنه الغالب

كليلة عيب كل عن الرضا وعين

المساويا تبدى السخط عين أن كما

) واتقوا اإلمكان جهد نفسه مع ،ويصدق استطاعته جهد المرء يحاول ولكن

(. استطعتم ما الله

رحمة الشافي إمامنا إليه أشار من إال المبالغة آفات من يكن لم ) ولو

ما بقدر عنده قدرى من وإتضع إال مقداره فوق أحد رفعت بقوله: ما الله

..... ( أزيد أو به رفعته المدح وما ، أمورها كل في الشريعة خصائص من التوازن أن والواقع

بن العز العلماء سلطان ذلك أورد كما الخاصية، هذه ظواهر أحد إال والثناء

ضرورة على منبها فقال المصالح في االقتصاد لقاعدة ذكره عند السالم عبد

والذم: المدح أمر في حتى والموازنة االقتصاد

عند منه اليسير عن يتقاعد وال منه، يكثر ال المباح المدح ) وكذلك

بنعمة الة تذكير أو به، مدح مما اإلكثار في للممدوح ترغيبا الحاجة مسيس

وكذلك ، الفتنة من الممدوح على األمن بشرط وليذكرها ليشكرها، عليه

في به أمر حيث إال منه يكثر أن ينبغي ال إليه الحاجة تمس الذي الهجاء

E تجد تكاد والمشورات. وال والروايات الشهادات E إال مداحا إال هجاءE وال رذال

)E .نزال

14

Page 15: التقويم الدعوي

المبالغة، صيغ من هما ( ، وهجاء ) مداح كلمتي أن اإليضاح ن بد وال

الن من والهجاء. ويؤخذ بالمدح والمبالغة اإلفراط أصحاب بهما والمقصود

الممدوحة. والموازنة التوسط الشريعة بها جاءت التي المصالح من أن

الخطر المنزلق

ال بما والوصف ، الذم أو المدح في الشرعية الحدود تجاوز ( عدم4)

أو للمرء، الجنة دخول أو المحض باإليمان كالشهادة تعالى، الله إال يعمله

سبيل ال مما الحدود هذه مثل فتجاوز آلخر، النار ودخول بالنفاق الجزم

التقول من هو ، وصفاء وبصيرة وذكاء، عقل من أوتوا مهما لمعرفته للبشر

به يأذن لم بما والتصرف ، العقيدة منهج عن علم. وانحراف بغير الله على

وحده وهو ، القلوب في ما بمعرفة نفسه اختص وجل عز الله ألن ، الله

المطلع الظاهر. إن على الحكم البشكر إلى وأوكل ، السرائر على المطلع

على المطلع الظاهر. إن على الحكم والتضعيف الجرح عبارات أشد على

المبتدعة على حتى يحكم من فيها يجد ال والتضعيف الجرح عبارات أشد

السلف حرص لشدة وذلك ، ألحد كذكل باإليمان يجزم ال نفاق، أو بكفر

، الصعب بالمركب والولوج الخطر، المنزلق في الدخول عدم على والعلماء

الرسول حذر مما أنفسهم على وإشفافا عليهم، الوصف يرتد أن من خوفا

وسلم- منه. عليه عليه الله صلى

عبر هي والجماعة السنة أهل وقاعدة ، السلف عقيدة كانت ولهذا

التالي: بالنص الطحاوية متن عنهاالجنة ويدخلهم ، عنهم يعفو أن المؤمنين من للمحسنين ) ونرجو

لمسيئهم.. (. بالجنة،ونستغفر لهم نشه وال عليهم، نأمن وال ، برحمتهE وال جنة منهم أحدا ننزل ) وال وال شرك وال بكفر عليهم نشهد وال ، نارا

.. (. الله إلى سرائرهم ونذر ذلك، من شيء منهم يظهر لم ما بنفاع، خصائص بمعرفة توحى التي العبارات كل ذلك على القياس ويمكن

بمعرفتها. تعالى الله استأثر غيببة

القلوب : سنة التبدل

15

Page 16: التقويم الدعوي

اإليمانية الخصائص ولكن ، األشخاص خصائص في نسبى ثبات ( هناك5) بين المؤمن قالب أن كما ، وينقص يزيد اإليمان إذ وجزر، مد ينالها المؤثرة تتقلب، ،والقلوب تتغير فالنفوس ولهذا ، الرحمن أصابع من إصبعين

بين ما تراجع أن التقويم بد. لعملية ال كان هذا وألجل تتبدل، والخصائص حتما الزب. أو ضربه ما مرحلة في التقويم يكون ال وأن وأخرى، زمنية فترة وتبدل القلوب تغيير في الجارية تعالى الله سنة إلى باإلضافة أنه إذا ، دائما

فيها اإلنسان وتقلب ، الزمان وتغير الحياتية، الظروف مجمل فإن النفوس وتلمذة ، وزواج ،وعزوبة وغنى وفقر ، ورخاء وشدة ، ومعصية طاعة بين ما

شك ال يؤدي ذلك كل وترح، وفرح وقيود، وحرية ، وتغرب واستيطان وتخرج، بعض من أيضا ذلك وندرك والروحية.، النفسية اإلنسان خصائص تغير إلى

على ويضربون اختالط، قبل شخص عن يروون الذي المحدثين عبارات قد وما غيرها، تضعيف مع بلد في وهو روايته يوثقون أو بعدها، أحاديثهوهكذا. غيره، عن روايته ويتركون ، ما شيخ عن محدث رواية في يأخذون

الزمان، تبدل مع تتغير أن التقويم لعملية بد ال كان ، هذا أجل ومن عليه يقاس معينة. ومما مرحلة تقويم على والمربون الدعاة يقتصر ال وأنقاعدة. لها وضع قد ثابت، شرعي دليل إلى تستند وهي الفتوى أن أيضا والنيات واألحوال واألمكنة األزمنة تغير بحسب واختالفها الفتوى ) تغير

.والعوائد( المتغيرة، اإلنسان خصائص على مبنى وهو والتعديل بالجروح فكيف

لتغير الخاضعة والدنيوية الدينية المؤثرات بمجمل تتبدل والخصائصوالمكان. والزمان الظروف

انضمامه قبل ولكن الداعية به يجرح قد ما المسألة هذه يتبع ومما أو ، بدعى بمذهب التمسك أو ، المعاصي كاقتراف المؤمنة، للجماعة ال أن ويجب به، عبرة ال النقص هذا مثل فإن ، جاهلي حزب إلى االنضمام

في السلف على ورد ما على ويقاس ، توبته دالل رجحت إذا ، له يتعرضالسخاوي. فيقول شبابهم في الفضل أصحاب بعض أخطاء ذكر تجنب

من شبوبية في الصادرة المنقصة للوقائع التعرض يتجنب ) وكذا بحاله سلم... واالعتبار الذي ذا فمن به، مقتدى ذلك بعد تعالى الله صيره

... ( اآلنE الطارئة الزالت أيضا ذلك ومثل أصحاب عن الصادرة وخصوصا

السالكين. قدماء من الفضلE الشائع بالنقل يكتفي ) وال من مفسدة ذلك على ترتبت إذا خصوصا

قادح أمر الواقعة في كان إن بل والصالح، العلم أهل من أحد فيحق الطعن لئال ، باإلشارة ويكتفي إفشائه، في يبالغ ال أن له فينبغي المستور حق في

E، عارها لزمه عليه ضبطت فإذا فلته، منه وقعت المذكور يكون ذلك وإلى أبدا. عثراتهم.. ( الهيآت ذوى الشارع: أقيلوا بقبول اإلشارة

وقد بها فكيف لها، حاجة تدع لم إن سترها المعاصي في واألصلالمؤمنين. خصائص من ليس هتكها وإن بل ، مضت

ألقضاة دعاة

16

Page 17: التقويم الدعوي

التي المقاصد تخدم دعوية أحكام هي التقويم أحكام أن معرفة ( يجب6) E ليست بهذا فهي ، التقويم يتم ألجلها أحكام عليها تبنى وال قضائية، أحكاما ولورع بالتقوى لهم الشهادة أو الفسوق، أو بالمعاصى الناس كاتهام ، دينية

لكثرة الخير أهل من الذنب صاحب يكون قضاة( فقد ال ) دعاة فنحن األحكام فإن ولذلك نيته، لسوء الشر أهل من الفضيلة وصاحب محاسنه،

و: الفضائل، كثرة من الظاهر على تبنى الدينية عليهم األنبياء غير من يعنى – فضل ذى وال عالم وال شرف من ) ليس

تذكر أن ينبغي ال من الناس من ولكن عيب، وفيه إال – والسالم والصالة. .. ( لفضله نقصه : وهب نقصه من أكثر فضله كان فمتى ، عيوبه

وأن ، بكثرتها العبرة وإنما ، المحاسن يلغى ال الخطأ بأن اليقين ينبغي كما الذنوب هذه تغيب وقد ذنوب، وله إال بشر من ما أنه الشريعة في القاعدة

تسامحهم في الدعاة عموم من فهمه من بد ال وهذا المحاسن، بكثرة عيوبهم، بدر ألهل غفر تعالى الله أن وتذكر العظيم، اإلحسان لصاحب به، قام ما رغم وأحبه موسى من أحتمل وقبلها الشجرة، أهل عن ورضىقال: أنه شيخه عن القيم ابن نقل ولهذا

التي األلواح رمى – عليه وسالمه الله صلوات – موسى إلى ) أنظر ، هارون وهو مثله نبي بلحية وجر ، فكسرها بيده كتبه الذي الله كالم فيها

صلى – محمد في اإلسراء ليلة ربه وعاتب ففقأها، الموت ملك عين ولطم ويحبه كله، ذلك له يحتمل تعالى وربه ، عليه ورفعه – وسلم عليه الله

، له عدو أعدى مقابلة في العظيمة المقامات تلك لله قام ألنه ، ويكرمه فكانت ، المعالجة أشد إسرائيل وبنى القبض آمتي وعالج بأمره، وصدع. البحر.. ( في كالشعرة األمور

الله عند والحكم ، العكس وكذلك المحاسن، يلغى ال الظاهر فالذنب ، الوالية مقاصد من الخصائص معرفة تخدمه ما التقويم في واألصل ، تعالى

ما توليه حالة في عرضه عن والذب الشخص، كرامة على محافظة وفيها بلله. يصلح ال ما دون له يصلح

العلم : أساسه صدق

به االلتزام من بد ال أمر التقويم في العلم إلى المستند ( الصدق7) إفتاء فيها كما ، ورواية شهادة فيها التقويم عملية أن إذ دينية، كضرورة

أهم ومن بشروطها، األخذ بالعملية يقوم من تميز وجب ولذا وحكم، والجمعة الكذب آفة عن واالبتعاد ، العلم إلى المستند الصدق شروطهاالعمل: بركة تتحقق حتى االلتزام هذا من لها البد المسلمة

العلم، إلى المستند بالصدق يخبروا أن األربعة هؤالء على ) والواجب الكذب أحدهم وآفة به، اإلخبار في صادقين يخبرون بما عالمين فيكونون وقد ودينه، شرعه في الله حاد فقد فيه كذب أو الحق كتم فمتى ، والكتمان

ذلك.. ومن فعل إذا ودنياه ودينه علمه بركة عليه يمحق أن سنته أجرى ودينه ووقته علمه في له بورك مرتبته في منهم والبيان الصدق التزم

، وجهه عن يقلب وبالكذب سلطانه، عن الحق يعزل ودنياه.. فبالكتمان.العمل.. ( جنس من والجزاء

17

Page 18: التقويم الدعوي

وكيف الحديث، في الرواية على أخرى مرة القياس يصح وهذا الثقة الراوي شرط في فذكر األكيد، والتحقق الجازم المستند لها يشترط والحكم، واإلفتاء الشهادة في يشترط فإنه الرواية في يشترط وكما والعدل،

يؤكد ذلك وكل المؤرخ، شروط من كشرط هذا ذكر وكذلك بيانه، سبق كماواألخبار: األحداث رواية في فقيل للمقوم، ذلك أهمية

E يكون أن بد ) وال ، يتحققة بما إال يجزم ال حتى ، النقل بطريق عالما عليه الله صلى لقوله النقل له يجز لم الرواية، في مستند له يحصل لم فإن

وليكون – مسلم رواه–سمع" ما بكل يحدث أن كذبا بالمر : " كفى وسلمE بذلك ال وهو ، والعدوان واالفتئات والبهتان، المجازفة وقوع عن محترزا. يبصر.. ( وال يشعر

. ذكر ما على والقياس التقويم، لعملية واضح منهج ذكر ما وفي

الواضحة للمعاني واضحة قوالب

E واضحة والتعديل الجرح عبارات تكون ( أن8) تتباين ال كي ، جدا تقود وقد بل ، إدراكها في المدارك وأو ، واستيعابها فهمها في العقول األخص وعلى البعيد، التفسير أو الفاسد، التأويل عند مفسدة إلى العملية عن السبكى ابن وحكى غرض، التأويل مع أو هوى، التفسير مع يختلط عندما

للعلماء الترجمة عند فيا الدقة األلفاظ مدلوالت معرفة أشترط أبيةE فقال والمحدثين األمر: هذا ضرورة موضحا

E ، العبارة حسن يكون ) وأن ، التصور حسن األلفاظ، بمدلوالت عارفا عنه تزيد ال بعبارة عنه ويعبر حاله، جميع الشخص ترجمة حين يتصور بحيث

يحبه من مدح في اإلطناب هواه إليه فيخيل الهوى، يغلبه ال وأن تنقص، وال هواه،ويسلك به يقهر ما العدل من عنده يكون بأن وذلك غيره، في والتقصير

. عزيز..( الهوى عن فالتجرد اإلنصاف،وإال طريق معه في المستعملة بالمقاييس أشبه هي فن كل مصطلحات أن والواقع

E. متينا عليها البناء كان ، واضحة دقيقة كانت فكلما ، الطبيعية العلوم ودقيقا

والتعديل الجرح بين ما شروط درجات أدنى الدعاة وفي ثقات أنهم الناس في األصل كان ( لما9)

E يقبل والتوثيق التعديل فإن ، وخصائصه التوثيق تفصيل. بينما ودون مجمالE، إلى يقبل ال الجرح E مفسرا المرء يجرح التي بالمقاصد يتعلق فيما وخصوصا ، العلة نفس لوجود الحديث علماء عنه ورد ما على األمر يقاس وهنا ، ألجلها المرء يظن فقد العيوب، إلى النظر في الناس الختالف المفسدة، درء وهي ليست وهي به، اإلنسان يجرح مما أو والمعاصى الذنوب من األمور بعضالبر: عبد ابن قال ،ولذلك واالجتهاد للتأول مردها إن بل كذلك

ينبغي ال بأمور بعضهم يجرح فقد ذلك عن بمنأى الدعاة وليس العادات من أنها أو ، والرأي االجتهاد مسائل من أنها إذ ، بها التجريح

درجاتها في الناس يختلف التي الذوقية المسائل من أنها أو ، واألعراف

18

Page 19: التقويم الدعوي

إذا .. أما المجتمعات وطبيعة ، االجتماعي والوضع العائلية التربية بسبب فيما التعديل على مقدم الجرح فإن ، شخص في والتعديل الجرح أجتمع ، ذلك سوى فيما الجرح إلى ينظر وال إليها، المرشح الوالية مقصد يخص واحد فيها المقاصد ألن ، الحديث علم قاعدة مع الفارق هو التخصيص وهذا وفي ، اإلسالمي العمل في المقاصد تتعدد بينما للرواية، الصالحية وهو فقط

عن المعدلين عدد كثر ما فإذا أيضا، استثناء القاعدة لهذه أن الواقعE الجرح إلى يتلفت فال بالتوثيق األخبار واستفاضت ، الجارحين وخصوصا

وكبارها: الجماعة علماء من الفضل وأصحاب ، لألمراء بالنسبة على مقدم ) الجرح قاعدتهم أن تفهم أن ، الحذر كل ) والحذر وكثر وعدالته، إمامته ثبتت من أن الصواب بل إطالقها، التعديل( على

تعصب من جرحه سبب على دالة قرينة هناك وكانت جارحوة، وندر مادحوه،.جرحه.. ( إلى يلتفت : لم غيره أو مذهبي

E الصغيرة الزلة وأن األخطاء، تكبير الناس طبائع من وأن خصوصا تجريح يعتبر فقد أيضا، المفهوم هذا من وانطالقا الكبير، الحجم لها يعطي

E األقران في وخاصة غالبا، به يؤخذ فال المذموم، التنافس وجود على أحيانا قبول المحدثين بعض منع على ذلك ويقاس المشاكل، ووجود الفتن أوقات

E عقد الذي البر عبد ابن ومنهم ببعض، بعضهم األقران جرح E بابا لكالم خاصاوقرر: بعض في بعضهم العلماء من المتعاصرين األقران

ثقة بمفرده منهم كل كان وإن ، بعض في بعضهم كالم يقبل ال ) أن. حجة(

ال أن يوجب مما البعض لبعضهم الرؤوس بعض تجريح كان ولذلكE بينه، واضحة بأدلة إال ، به يعتد وال له، يستمع رئيس كل مع كان إذا وخصوصا الحسد مظنة لوجود فيهن، الوافر الخير الظن على يغلب االتباع من جملة

الخالف وأزمان والشدائد، المحن أوقات في الغضب وسيطرة ، والتنافس الدين في كان إذا التجريح برد هنا المقصود أن القول عن وغنى ، واالنشقاقالمواقف. في الغلط أو ، االجتهاد في الخطأ ذكر من مانعا وليس والمروءة،

.. مصدر واإللهام األعمال، بظاهر األخذ التقويم عملية في الشرعي ( األصل10)

كأدلة بالقرائن األخذ وكذلك الظروف، مراعاة مع ، الوقائع خالل من والحكم والظن الظن، من نوع لوحدها بالقرائن األخذ ألن أصلية، وليست إضافية،

كبير خطر لدر أو ، الضرورة عند أو للترجيح بها يؤخذ ولكن الحديث، أكذبيلي: ما األصل عن ويتفرع ، محتمل

قلب في الله ويقذفها حق، اإليمانية والبصيرة اإللهام أن ننكر )أ( ال به يحكم أو والقرائن، األدلة استيفاء بعد للترجيح يستعمل وقد ، يشاء من

19

Page 20: التقويم الدعوي

عند الترجيح وغياب األدلة تساوي عند يستعمله أو ، نفسه على المرءأن: إذ ، التقويم

... شرعي ترجيح فهو رأيه بمجرد رجح إذا بالتقوى المعمور ) القلب الكالم هذا أو األمر هذا أن معه يظن ما قلبه في وحصل عنده وقع ما فمتى كون أنكروا والذين شرعي، بدليل ترجيحا هذا : كان ورسوله لله أرضى في العبد اجتهاد كان فإذا ، أخطأوا مطلقا الحقائق إلى طريقا ليس اإللهام. ضعيفة..( كثيرة أدلة من أقوى رجح لما ترجيحه كان وتقواه الله طاعة

أنه: وسلم عليه الله صلى للرسول ثبت ما أدلته ومن الفراسة من ، الخوارق بمقتضى وتصر وندب، وأنذر ، وبشر ) حذر

الصالحة( . ولذلك والرؤيا الواضح والكشف الصحيح، واإللهام الصادقة من طريق األمور: على هذه من بشيء اختص ممن ذلك، فعل من ) كان

E الصواب، شروط مراعاة مع لكن ، المشروع عن بمخارج ليس بما وعامال.( ذلك

واإللهام. الفراسة من ذلك بمثل الصحابة عمل عليه دل ما وكذلك

االستدراج .. وخرم إياك

وهو: بشرط إال تعتبر ال وأن ، بها يبالغ ال أن )ب( يجب أو شرعية قاعدة يخرم ما فإن ، دينية قاعدة وال شرعيا، حكما تخرم ال ) أن

إلقاء من أو ، وهم أو خيال إما هو بل نفسه، في بحق ليس شرعيا حكما الظواهر وترك وحدة باإللهام األخذ القواعد خرم (. ومن الشيطان

الصحيح. الحديث في جاء الواضحة... وقد ، بعض من بحجته ألحن يكون أن بعضكم ولعل ، إلى تختصون " إنكم

.منه( أسمع ما نحو على له فأحكم ما وفق على إال يحكم لم وسلم عليه الله صلى الرسول أن وترى

بعلمه يحكم أن األمير أو الحاكم منع في أصل وهذا ، علم ما على ال ، سمعإلهامه. أو

المباح في اإللهام في إال وفقه والتعديل الجرح عمل ،ويسوغ باإللهام يؤخذ ال )ج( أن

اإلنصاف يتجاوز ال وأن ، ذلك وفق غيره مع الداعية يتعامل ال وأن مباح، أمرنجاحها. يرجو لفائدة بذلك يؤخذ ال وكذلك والعدل،

يلحقه فقد ، عاقبته يخاف لعله ما نفسه على يدخل ال العاقل ) فإن هي كذلك ، خصوصية أنها كما والكرامة غيره، أو عجب إليها االلتفاف بسبب

. تعلمون,,( كيف لينظر واختيار فتنةE يكون ال أن يجب فالمربي ولهذا الله يفتح قد بما ومعجبا ببصيرته، مغرورا

أن بالتذكر وعليه الحد، تجاوز إذا منه، اإللهام هذا تعالى الله يسلم فقد عليه،كبير. إثمه مسلم حق سلب إلى يؤدي الذي الواحد الخطأ

اإلبصار االفتقار: طاقة الدعوية التقويم بعملية يقوم ومن المربي، أو القائد )د( على

عليه يفتح حتى تعالى الله إلى وااللتجاء ، بصيرته تقوية في بالله االستعانة

20

Page 21: التقويم الدعوي

يركن ال وأن الخير، على ويدله الحق، أبواب كشف وفي الناس، معرفة في الله فإن ، التام اليقين وبقلبه الكافية الرجاحه بعقله ويظن لنفسه، المرء للمفتي تقال التي بالوصية االلتزام عليه والمقوم واآلخذ، المعطي هو تعالى

ما: أمر عليه وصعب ، المسألة به نزلت إذا ، المجرد العلمي ال ، الحالي الحقيقي االفتقار قلبه من ينبعث ) أن

ويفتح الصواب، يلهمه أن القلوب وهادي ، الخير ومعلم الصواب، ملهم إلى أجدر وما ، التوفيق باب قرع فقد الباب هذا قرع السداد.. فمتى طريق له

.إياه( يحرمه ال أن ربه فضل أمل من تتم المعرفة: ال من به يعود وما واإللهام وانفتاحها، البصيرة هذه ومثل

حقائق به يبصر الذي والضياء النور له يكشف حتى المعاصي وترك بطاعة إال أو ، كالمهم فحوى من طبيعتها ليدرك حتى ، الرجال معرفة ومنها ، األشياء

قولهم: لحن ، برهان والصدقة نور - : الصالة وسلم عليه الله صلى – قال ) وقد

حقائق يعرف ال كيف وضياء، وبرهان نور معه من فكيف ، ضياء والصبر. أصحابها..( كالم فحوى من األشياء

األقرب طريق هو إنما الدعوة قادة ورع فإن تقدم ما جملة ومن الفتن أهل معرفة دروب من أنه كما ، الثقات واكتشاف الرجال لمعرفة دائما موفقة تكون واألتقياء القادة اختيارات فإن وبالتالي ، النفوس وضعاف

أو ، الكالم يتقون الذي والضعفاء المرجفين إبعاد وفي للمراكز، االنتقاء في عن يبحثون الذي الوجاهات أصحاب أو ، الهمم يثبطون الذين المرجفون

وتتحجم ، األبرياء ،وينتكس األتقياء وينخزل األصفياء يبتعد بينما المراكز، ألواء وتزيد العمل، بركة وتقل ، الجماعة بناء فيضعف عملها أداء عن الصفةالعمل. التوفيق يحالف ال وبالتالي ، الجاد العمل ويتقلص ، الفتن

أصول من واعتبره الشهيد اإلمام حدده ما اإللهام في األمر وخالصةالعشرين. األصول من الثالث األصل في قال حيث ، الدعوة

يقذفها وحالوة والمجاهدة: نور الصحيحة والعبادة الصادق ) ولإليمان والكشف ، والخواطر اإللهام ولكن ، عباده من يشاء من قلب في الله

عدم بشرط إال يعتبر وال الشرعية، األحكام أدلة من ليست والرؤى،ونصوصه(. الدين بأحكام اصطدامها

الذات. وحب الهوى يتبعوا ال : أن للدعاة الدائمة والوصية أبواب عليه ويفتح ، التوفيق أبواب العبد عن يغلق الهوى اتباع ) فإن

نفسه على سد وقد ، وكذا كذا لكان وفقه لو الله بأن يلهج فتراه الخذالن، عليه استحوذ : من عياض بن الفضيل قال هواه، باتباعه التوفيق طرق. التوفيق..( موارد عنه : انقطعت الشهوات واتباع الهوى

21

Page 22: التقويم الدعوي

جانبين: الدعوية التقويم عملية تناول- اإلنصاف مقدمةاألول: التوثيق: القسم

أكان سواء الجوانب، أحد في عليه والثناء الشخص بتوثيق ذلك ويتم أو عام، عمل في معه كالتعاون معه، معين موقف اتخاذ أجل من ، سائبا

أو مهمة، إنجاز على وإياه االتفاق أو معين، إطار في جهوده من االستفادة إسناد أو خاصة، دعوية مهمة إسناد أجل من انتماء، له داعية توثيق يكون قد

من بد ال ولكن ، بذاته شخص على الثناء جواز في شك وال له، المراكز أحدالتالية: االعتبارات أخذ

الواجب الثناء قوة على ويدل األخوة، واجبات أخص من وهو مستحب، ( الثناء1)E المؤمنة، الجماعة في اآلصرة تهيئة إلى يقود والمدح ، الغير أمام وخصوصا من أن ذكر ولذلك به، والتأثر الداعية كالم لسماع وقلوبهم الناس عقول الذي الداعية خصوصية عن نأهيك ، عام بشكل أخيه نحو المؤمن واجباإليمان. رابطة مع األخوة بعقد بأخيه ارتبط

عنده الثناء يؤثر من عند أحواله محاسن من يعرفه بما عليه يثنى ) أن وهيئته وعقله، خلقه في حتى ، وأفعاله وأهله أوالده على الثناء وكذلك ،

. كذب.. ( وال إفراط غير من به يفرح ما وجميع ، وتصنيفه ، وخطه الهيبة، تسقط المبالغة أن إذ ، المطلوب المدح من باليسير واالكتفاء

ولو حتى ، ممدوح األمور كل في والتوسط ، الريبة تورث المدح من والكثرة أمر كل في والمبالغة األعلى، الفضل أصحاب من علهي يثنى من كان

مذمومة.

القاصمة المبالغة

وجهة في المبالغة ولكن ، ذكر كما غيابه في المدح يبالغ ال ( أن2) إذ ، ذلك في الوارد للنهي وذلك للحظر، أدى بحضرته والثناء ، بالمنع أولى

سمع وقد ، الغرور إلى يؤدي والثناء بالنفس، العجب تورث المدح كثرة أنE وسلم عليه الله صلى النبي فقال: المدحه في ويطريه رجل على يثنى رجال

. " الرجل ظهر قطعتم أو ، " أهلكتمحديث: وفي

. صاحبك" عنق قطعت " ويحكاألصل: وهو المدح، كراهية ذلك من العلماء وآخر

المادح يسلم قلما ألنه مكروه، الرجل على الثناء المدح جملة ) وفي. يداخله.( عجب من الممدوح يسلم وقلما ، مدحه في بقوله كذب عن

، وكذب مبالغة إلى المادح يجر قد فهو ، المنع علة إلى يشير والنصوالغرور. العجب إلى الممدوح يجر قد أنه كما

22

Page 23: التقويم الدعوي

التشجيع مديح

القائد أو ، لتلميذه المربى مدح جواز أحيانا ذلك من يستثنى وقد وحتى والغرور. بل العجب من عليه وأمن ، التشجيع لغرض كان إذا ، لجندبة

رسول في ولنا ذلك، على النفوس جلبت فقد األقران بين أو للقادة التشجيع إغارة حادثه في يقول حيث حسنة أسوة – وسلم عليه الله صلى – الله

أثرهم: في قتادة وأبي سلمة وذهاب المدينة سرح على الكفار النووي سلمة". فعلق رجالتنا وخير قتادة أبو اليوم فرساننا خير " كان

منه ظهرت من على اإلمام ثناء جواز على يدل بقوله: ) وهذا ذلك علىالقتال(. في براعة

منه: حجر ابن واستنبط الصنع عند سيما ال ، فضيلة فيه ومن الشجاع على الثناء ) استحباب

االفتنان.. (. يؤمن حيث وملحه ذلك، من ليستزيد الجميل

أحد: يوم لسعد – وسلم عليه الله صلى – كقوله ، فرديا يكون ما الثناء ومنوأمي". أبي فداك " أرم

-: عنه الله رضي – للزبير قوله وكذلكالزبير". وحواري ، حواريا نبي لكل " إن

الرهط ... يدفع اإلطراء عليه يقاس مما ، كاملة مجموعة يخص جماعيا الثناء يكون وقد

يقومون معين رهط مدح أو بعينه، مكان دعاة أو ، الدعاة من مجموعة الثناء أسلم قبيلتي عن – وسلم عليه الله صلى – قال ما ورد ومما دعوية، بمهمةوغفار:

.. ". الله سالمها وأسلم ، لها الله غفر " غفاروشجاعتهم: لشدتهم ، تميم بنى عن قاله ما وكذلك

. .. " الدجال على أمتي أشد " ... هم

للكرام العذر التماس

الدعاية شعور ومنع العذر، قبول لغروض أيضا المدح يكون وقد الصحابة مع – وسلم عليه الله صلى – الرسول فعل كما والزلة، بالخذالن

وقالوا: ، الغزو بعد فئتكم". وأنا ، العكارون أنتم : بل قال ، الفرارون نحن الله رسول " يا

عذرهم". بذلك يمهد فئتكم : وأنا " وقوله – وسلم عليه الله صلى – المصطفى قبل عندما معروف كعب وشعر

مقبول(. القوم كرام عند : ) والعذر قال بعدما عذرهاألحاديث. جملة من المأخوذة والثناء المدح في القاعدة وخالصة

الممدوح على ويؤمن ، مجازفة المدح في يكون ال : أن ) والضابطوالفتنة.. (. الإلعجاب الجائز من فهو ومثمرة نافعة نتائجه تكون مما ذلك غير في أما

المطلوب. المستحب أو المباح،

23

Page 24: التقويم الدعوي

E حجر ابن وقال يعلم بما أخيه على أثنى من ) باب حديث على معلقا ..)

الممدوح ،كان محضا صدقا كان لما لكنه المدح، جملة من )... وهذا جملة ومن ، المنع في ذلك يدخل وال به، مدح والكبر اإلعجاب معه يؤمن...(. الصحابة مناقب في المتقدمة األحاديث ذلك

الموضوعية .. من الشرعية

والتجربة، الخبرة على يبنى موضوعيا التوثيق يكون أن ( يجب3) من مع الخلطة أصحاب من العدل توثيق على أو ، االستفاضة شهادات وعلى من يتضمن ما مع اليومي التعامل الخلطة أنواع أهم ومن توثيقه، يجري العمل خلطة من عليه يقاس وما بالجوار والخلطة والدينار، بالدرهم تعامل خرجو من يشابهةه باألسفاروما الخلطة وكذلك والدعوى، المهنى بنوعية مثل أن إذ أخرى، أقطار إلى والسياحة العائلية والسفرات والرحالت الخالء

عند للجماعة بد ال كان حقيقته، على اإلنسان تكشف التي هي األمور هذه فيها ما وكل والسفرات الرحالت كثرة تضمنها أن التربوية المناهج إعدادها

الحاجة عند ومتيسرة سلهة األفراد تقويم عملية تجعل التي الخلطة منإليها.

الشرعية الخصائص على مبنيا يكون أن بد ال التوثيق أن كما ، السليمة والفطر العقول تقبلها التي العادات محاسن وعلى المرغوبة، منطلقا التحسين يكون ال أن ينبغي ولذا ، الشارع حسنه ما كل والحسن

االرتباط أو ، بلد أو قبيلة إلى كاالنتماء الشارع، أهدرها خصائص علىورسوله. الله مدحه وفيما ، ورسوله الله مدحه وما قرية، أو بعشيرة

والموالة والبغض والحب ، والذم الحمد يعلق أن ألحد ) وليس أسماء مثل ذلك الله علق التي األسماء بغير واللعن والصالة ، والمعادات

ذلك ونحو ، والمشايخ األئمة المضافة والطرائق والمذاهب، المدائن القبائل والموالة ، والبغض والحب ، والذم والحمد الحب فأما التعريف، بها يراد مما

وكتابه وسلطانه ، سلطانه بها الله أنزل التي باإلشياء تكون فإنما ، والمعاداةE كان ومن كان، صنف أي من مواالته وجبت مؤمنا كان فمن ، أوجبت كافرا

الموالة من أعطى وفجور إيمانا فيه كان .. ومن كان صنف أي من معاداتهفجوره.. (. بحسب البغض ومن ، إيمانه بحسب

معينة قبيلة إلى أحد انتماء قرينة استصحاب تمنع ال المعاني هذا ولكن القرية أو القبيلة سواد كان إذا فيه الخير وظن توثيقه لترجيح قرية أو

E وكرم. ونجده شجاعة من ، الحسنة باألوصاف مشهوراالنسبي التالزم

بها يقصد والمالزمة المالزمة، بالصفات المدح تحرى ( ضرورة4) على االعتماد ينبغي ال ولكن ، متغير بطبيعته اإلنسان ألن ، النسبية المالزمة أو طارئ، لظرف الشخص بها يتصف قد والتي الطارئة، الحسنة الصفات ، الدائمة سماته من سمة وكأنها الشخص بها فيوصف معينة، مالبسة أن بالضرورة يعنى ال بشوائب مختلط حماس نتيجة واحد شجاع فموقف ، التجرد منتهى في أنه على تدل ال مناسبة في والباذل شهم، كريم صاحبه

دائمة تكون أن يجب – األخص على والداعية – الثابتة الشخص سمات ألن الصفة فإن العكس وكذلك النادر، هو عنه تخلفها يكون بحيث للفرد، ومالزمة

24

Page 25: التقويم الدعوي

أحد األمر وهذا الحوادث، آحاد فيها تقدح ال أن يجب المالزمة الحسنة وهي العامة، الضوابط في عنها الحديث وسبق الثابتة الشرعية الموازين

وق ، الناس وظلم للوسوسة مدعاة تكون ال أن يجب ولكن صحيحة، قاعدةالعدل. الضامن هو الوسط وحدها أشياءهم، الناس نبخس ال أن أمرنا

اإلجمال بعد التفصيل

حتى ضرورية الشخص في والحسن الفضل جوانب توضيح ( أن5) جميع على الثناء يكون ال وكي ، التقويم يكون ألجلها التي المقاصد تتبين

E، الجوانب وتوضيح قدراتهم، في يتفاوتون والناس ، متعذر الكمال إذ عموما مدح إذ النبوية األحاديث من كثيرة شواهد ذلك في ولنا مهمة، التفوق جوانب

غيرها. دون الخير جوانب ببعض الصحابة بعض عبد ) أشج لألشج قال – وسلم عليه الله صلى – النبي أن * منها

". واألناة : الحلم الله يحبهما خصلتان فيك (: " إن القيس المؤدية االستثارة وعدم الرأي، في التأني إلى يقود جميل خلق والتؤه

والخشونة. للغضب عليه الله صلى – فقال لإلمارة، وصالحه حارثه بن لزيد مدحه * ومنها

إمارته: في طعن عندما عنه – وسلملإلمارة". لخليقا كان إن الله " وإيم

الصحابة. أكابر من يكن لم أنه رغم والمفضول الكبار على الصغار وتوليه الموالى، إمارة جواز ) وفيه

الفاضل(. على وسلم عليه الله صلى – .. فقال القراءة في أربعة على ثناؤه * ومنها

:- وسالم ، مسعود بن الله عبد : من أربعة من القرآن " استقرؤوا

جبل". بن ومعاذ ، كعب ابن وأبي ، حذيفة أبي مولىأخرى. جوانب من بركة غيرهم وفي

األمة.. في لها والصالحية األمانة، على الحفاظ مجال * وفيبقوله: عبيدة أبي على أثنى

الجراح". بن عبيدة األمة: أبو هذه وأمين ، أمين أمة " لكل في القدح المخالفة( في ) مفهوم منها يؤخذ ال ، عبيدة أبي وأمانة

فيه. المتميزة الصفة ،ولكنها غيرها خبير: يوم عنه .. فقال القتالية قدرته بسبب على اإلمام على * وأثنى

E الراية هذه " ألعطين E غدا يديه". على الله يفتح رجال المناقب أبواب في ورد مما النبوية األحاديث من يطول مما ذلك وغير

النبوي. الحديث كتب من الناس قدر ويتفاوت آلخر، شخص من تختلف الخصائص بان واإليمان

عليه الله صلى – المصطفى قول وهو الكلم، جوامع من حديث يحددها بها،وسلم-.

اإلسالم في خيارهم ، الجاهلية في .. فخيارهم معادن الناس " تجدون فقهوا". إذا

25

Page 26: التقويم الدعوي

: التجريح: الثاني القسم- اآلخر الوجه أمانة أو النفسية مساوئه بعض أو ، الشخص عيوب بعض بذكر وتكون

بالبينات ذلك ويكون الراجح، الظن حسب تصرفاته بعض نفقد أو ، الروحية األمر هذا أن شك وال والتجارب، والخلطة الشهادات خالل من القرائن، أو

شرح وقد ، المنع هذا من مستثنى بعضه أن إال عنه منهى والقدح القدح، من مواطنها في الغيبة في المرخصة األعذار أو القدح، من يستثنى ما العلماء

التفصيلية. أدلتها ذكر معتربوية: كدروس ذاته بحد يصلح مما المثال سبيل على ) أنظر البن ، القاصدين منهاج ،10/498 الباري فتح ،292للنووي/ األذكار

،وغيرها(. 28تيمية/ج أبن فتاوي ، الثالث الدين/ الجزء علوم إحياء ، قدامه عالقة له مما ، النووي ذكره مما االقتباسات بعض بنقل هنا ويكتفي

المبحث: بهذا

.. استثناء قاعدة لكن .. للمصلحة أحوال في تباح فإنها ، محرمة كانت وإن الغيبة أن ) أعلم

أسباب: ستة أحد وهو وغيرهما ، والقاضي السلطان إلى يتظلم أن للمظلوم فيجوز األول: التظلم،

والية. له ممن ويكون الصواب إلى العاصي ورد المنكر، تغيير على الثاني: االستعانة

المنكر. إزالة إلى التوصل إلى مقصودة سفيان أبا إن ، الله رسول : " : " يا هند .. لحديث الثالث: االستفتاء

.. " الحديث. شحيح رجلوجوه: من ،وذلك ونصيحتهم الشر من المسلمين : تحذير الرابع جائز وذلك ، والشهود للحديث الرواة من المجروحين : جرح منها

للحاجة. واجب بل ، المسلمين بإجماع ، إبداعه أو مشاركته، أو ، مصاهرته في إنسان استشارك ومنها: إذا

معاملته.. أو عنده اإليداع .. العلم عنه يأخذ فاسق أو مبتدع إلى يتردد متفقها رأيت : إذا ومنها

حالة. ببيان نصيحته فعليك يكون ال بأن إما ، وجهها على بها يقوم ال والية له يكون ومنها: أن

E E يكون بأن وإما ال، صالحا لمن ذلك ذكر فيجب ، ذلك ونحو مغفال أو فاسقا بمقتضى ليعامله ، منه ذلك يعلم أو يصلح من ويولى ليزيله، عامة والية عليهيستبدله. أو ، االستقامة على يحثه أن في يسعى أن أو به، يغتر وال حاله

E يكون الخامس: أن بدعته. أو بفسقه مجاهراE كان : فمن السادس: التعريف بنية بذلك تعريفه بلقب.. جاز معروفا

التعريف.. (. حفظها: تسهل الشعر من بيتين في الستة األعذار جمعت وقد

ستة في بغيبة ليس القدح

ومحذر ومعرف متظلم

pولمظهر E ومن ومستفت فسقا

26

Page 27: التقويم الدعوي

منكر إزالة في اإلعانة طلب

... متوافرة واألدلة بهذا عالقة له ما ذكر يمكن ولكن ، كثير فهو لذلك االستدالل أمانوعين: على وهو ، مختصر بشكل المبحث

صور: ولها ، الغيبة من االستثناء لعموم ( االستدالل1) وسلم-: عليه الله صلى – لقوله الفاسق غيبة * من العشيرة". ابن أو ، العشيرة أخو " بئس البصري: الحسن قال وقد الناس". يحذره حتى أذكروه ؟ الفاجر ذكر عن " أترغبون -. وسلم عليه الله صلى – كقوله لقبا الصفة كانت ما * ومنها .. ". اليدين ذو يقول " ما يوصف أن الرجل يعجب ال وما ، األلقاب حكم لبيان معقودة الترجمة ) هذه

إطراء وال الملق يعجب مما كان إن اللقب أن .., وحاصله ، فيه هو مما به يعجبه ال مما كان وإن ، مستحب أو جائز فهو الشرع نهى في يدخل مما فيه وال به يشتهر حيث به التعريف إلى طريقا تعين إذا إال مكروه، أو حرام فهو

بذكره.. (. إال غيره عن يتميز شبه أو واألعرج واألعمى كاألعمش البعض به يوصف قد ما لك ومنذ

في تكون وقد الناس، من فالن ابن أو فالنه وأن ، الجسدية الصفات من ذلك إلى سبيل ال مما ذلك وأمثال ، العادة في يستحب ال ما األب أو األم صفة

تحاشيه.

أولى للمصلحة والجرح بالعمل يتعلق وما ، والتعديل الجرح لخصوص ( االستدالل2)

هذا في حديث بأشهر ، المنكر عن والنهي بالمعروف األمر أو ، اإلسالمي لفاطمة قال – وسلم عليه الله صلى – النبي أن الصحيح في ثبت مما ، البابقيس: بنت

(. له ما ال فصعلوك معاوية وأما ، للنساء ضراب فرجل جهم أو " وأما كما ، واضح األفراد وتقويم الدعوة فقه في الحديث بهذا واالستدالل

كل عليه تقاس وكذلك والتعديل، الجرح جواز الحديث علماء منه استنبط أوضح وقد لمهامها، والندب لمراكزها، ترشيح من تتضمنه بما الدعوة مصالح

الحديث: على معقبا فقال القياس هذا مثل تيمية ابن اإلسالم شيخ ، إليه ويوصى يوكله ومن ، يعامله فيمن الرجل نصح هذا معنى " وفي

في هذا كان وإذا ، ذلك وأمثال إليه، يتحاكم ومن بل ، يستشهده ومن من المسلمين عموم حقوق به يتعلق فيما بالنصح فكيف خاصة مصلحة النصح أن ريب فال وغيرهم، الديون أهل ، والعمال والشهود والحكام األمراء

أعظم. (. ذلك في عامة قاعدة نفسه الحديث هذا من السالم عبد بن العز استنبط كما

مفادها:

27

Page 28: التقويم الدعوي

كل الشرع... وكذلك إثبات فيه لما واجب الرواة في القدح إن000) عند واجب الشهود وجرح ، إليه والرجوع عليه االعتماد الشرع يجوز خبر

واألعراض واألموال الدماء من الحقوق وحفظ المصلحة وعند الحكام وأعظم..( أعم الحقوق وسائر ، واألنساب واإلبضاع

صيانة... الجرح وفي الرواة مساوئ ذكر جواز على المحدثون المنطلق: أجمع هذا ومن

الحديث حفظ لمصلحة ، حرج دون ، أحوالهم في والتفصيل ، والشيوخ بتجاوز عباراتهم وليست أعناقهم، في شرعية أمانة ذلك وأعتبروا ، النبوي

معين: بن يحيى قال حتى ، لإلنصاف مائتي من أكثر الجنة في رواحلهم حطوا لعلهم أقوام في لنطعن ) أنا

سنة(. لحفظه وذلك ، للشريعة صيانة والتعديل الجرح علم أن العلماء وأعتبر

اإلسالم مصلحة لحفظ استعماله ضرورة ذلك على ،ويقاس النبوي الحديث ، ورجالها الدعوة بحفظ وذلك المسلمين، وأعراض دماء وحفظ العليا،

نستر وقد ، لمهماتها الكفاءات أصحاب وترشيح ، لقيادتها الثقات وتصدىفقد: ، الحديث لعلماء أيضا قيل بما شد

نصيحة هذه ، قال: ويحك ، العلماء تغتب حنبل: ال بن ألحمد ) قيلغيبه(. هذا ليس

لم إذ ، : أسكت قال ، : تغتاب المبارك البن الصوفية بعض ) وقال(. ؟ الباطل من الحق تعرف كيف ، نبين

المع�ين غير غيبه من كثيرة نصوص تواردت فقد فيها، خالف فال المعين غير غيبة أما

والبخيل ، والحاسد والظالم، الفاجر تذم كثيرة أصناف لعن والسنة القرآن والصادق والتقى، كالمؤمن كثيرة أصناف مدح ورد كما ، المتكبر والفخور

والخالصة: ، الكريم والراشد ، البار ، الغيبة من ذلك وليس ، ذمة يجب ، ورسوله الله ذمة صنف ) فكل

ورسوله الله لعنة وما ، مدحه يجب ورسوله الله مدحه صنف كل أن كما.. (. عليه يصلى ومالئكته عليه الله صلى من أن كما ، يلعن

السكوت العيب ومن وعدم ، لألشخاص السلبية المظاهر تجاه الصمت التزام شبهة أما وما الشرعية، ضوابطها ووفق الخاصة، بالطرق األمراء عند بها التعريف

بين التمييز عدم باب من فهو غيبة، أنها بحجة مفاسد إلى بالتالي ذلك يقود بفتوى – هنا – ونردفه ذلك، في أحمد اإلمام قول ذكر أسلفنا وقد ، المصالح

البعض: له قال حيث ، له أخرى أنت سكت : إذا فقال كذا، وفالن ، كذا فالن أقول أن على يثقل ) إنه

السقيم؟(. من الصحيح الجاهل يعرف فمتى ، أنا وسكت ، من يرونه بما األمراء الدعاة يبلغ أن الشرعية الضرورة من فإن ولذا

على مقدمة ألنها العامة، الدعوة بمصلحة عالقة له مما ، البعض مساوئاألفراد. معايب على الستر مصلحة

28

Page 29: التقويم الدعوي

، مواقفهم بعض تجاه نقدهم أو ، األعمال بسبب األشخاص غيبة أما تقف ال أن ويجب ، اجتهاده على مأجور والشخص أيضا، الحق لتباين فهو

وصالحه. ومكانته الشخص أفضل بسبب التقويم عملية يغلط ومن ، والرواية الحديث في يغلط من حال بيان وجب ) ولهذا

المخطئ كان وإن ، والعبادة الزهد في يغلط ومن والفتوى، الرأي فيE المجتهد والعمل القول فبيان ، اجتهاده على مأجور وهو خطؤة، له مغفورا فال السائغ االجتهاد منه علم واجب... ومن السنة الكتاب عليهما دل اللذين لما يجب بل خطأه، له غفر الله فإن والتأثيم، الذم وجه على يذكر أن يجوز حقوقه من الله أوجب بما والقيام ، ومحبته موالتة والتقوى اإليمان من فيهذلك.. (. وغير ودعاء ثناء من

الصحبة ينافى ال الجرح

اتهامه أو الشخص لتأثيم وليس ، الخطأ لتقويم هي اإليضاح عملية إن

الجماعة وأن ، الجماعة بركة على دليل – ذاته بحد ألمر، ا هذه إن بل

شخص أس أخطاء أن بتبين التجربة ومن ، األخرى إحداهما تغسل كاليدين

خارجها. كان لو منها أقل هي الجماعة داخل

علم إذا شيئا نفسه في الداعلية يجد ال أن يجب الوقت نفس وفي

في التقويمي عملها وأن ، بإخالصها يثق دام ما ، له المربين مجموعة بتقويم

في الفساد أو العلو لقصد وليس ، الله سبيل في جهاد هو والتعديل الجرح

، ورياء وحمية جاهلية يقاتل من بمنزلة أو ، واالستعالء الغرور أو ، األرض

أو لألخوة، منافيا الشرعية- ليس الضوابط وفق – لألفراد المخلص والتقويم

، الدعاة يرضاة أن يجب الذي الحق من هو بل الصحبة، لوفاء معارضا

ذلك. تجاه سرائرهم وتصفو به ويقبلوا

" فإن يكره بما أخاك ذكرك " الغيبة لقوله مخالفا الباب هذا ) وليس

قلته ما يكره لم إيمانه في صادقا كان إن المؤمن واألخ ، المؤمن هو األخ

، ذويه وعلى عليه شهادة فيه كان وإن ، ورسوله الله يحبه الذي الحق من

29

Page 30: التقويم الدعوي

E كان الحق هذا كره .. ومتى بالقسط يقوم أن عليه بل ، إيمانه في ناقصا

.. ( إيمانه من نقص ما بقدر أخواته من ينقص. واالستطالة الشرح عن يغنى الجليل النص وهذا

الجرح ضوابط

ذكرت ثم التقويم، لعملية العامة والموزين الضوابط ذكر سبق لقد

ذكر من بد ال ونها التوثيق، بضوابط أشبه هي التي األمور من أخرى مجموعة

وال الجرح، عملية في منها البد موازين وهي التضعيف، ضوابط من نظائرها

مفصلة هنا ولكنها ، العامة الموازين ضمن – آخر أو بشكل – تدخل أنها شك

والخلقية: المنهجية ألهميتها

عامة ... مصلحة الجرح علة

تحقق التي الشرعية األغراض ألحد والتضعيف الجرح يكون ( أن1)

األشخاص، أحد عن دعوية مسؤولية كمنع وذلك ، بشروطها العامة المصلحة

إحدى إناطة عدم أو ، الجماعة صفوف في أحد قبول على االعتراض أو

، الجماعة إمارة عن متقدم داعية حجب أو األشخاص، ألحد الدعوية المهام

المشاكل على للتنبية أو ، معين مكان في الدعاة أحد تصرف من للتحذير أو

به يستعان مما ذلك وغير ، واحد مكان في الدعاة بعض وجود عند المحتملة

أو ، الضررين أهون دفع محاولة أو ، بالمعروف األمر أو ، المنكر تغيير على

المصالح من األمور هذه وكل ، المعروفين أعرف تقوية في المساهمة

عليها. الجماعة عمل ينصب التي الشرعية

الملتزمين غير من كان فإن ، الجماعة أعداء ألحد التضعيف يكون وقد

فاسدة آراءه مع ملتزما كان وإن ، الفاسق غيبة باب من فهو سلوكا باإلسالم

E باإلسالم الملتزمين من كان إذا أما المبتدع، غيبة باب من فهو E سلوكا وعمال

الظلم ودفع ، التحذير باب من فهو المفتنة، الداعية ، الشاذة اآلراء بعض وله

على والحفاظ اإلسالمي، العمل ومسيرة الجماعة، وحدة على حرصا

30

Page 31: التقويم الدعوي

بين القضاء أو دعوية، مشكلة لحل للجرح يضطر الدعوية.. وأحيانا الكسب

E ، المنازعات فض يمكن ال ،إ التظلم باب من فهذا ، جماعات أو أفرادا

لخصائص التعرض إلى بالحكم يقوم من أو الشهود يتطرق لم ما المنازعة

األمور. بعض في للبت أخطائهم بعض وذكر ، المنازعة لحل المتنازعين

أو الدعوي، التقويم في والتضعيف الجرح لبعض يضطر قد كما

أو التعريف ومن ومستمرة متتابعة عمليات ضمن القيادية، الحوارات

اختيار أو ، األداء قياس أو ، العمل تقويم أجل من ، المسح أو االستفتاء

لمواصفات التعرض يتضمن قد ذلك وكل جديدة، لمراكز تجديدة عناصر

أو ، آخر إلى مكان من الداعية انتقال عند لذلك يلجأ السلبية. وكذلك الدعاة

حتى سلبياته عن الجديد المربى تنبيه يستدعى مما ، ألخرى إلى مهمة من

معه. التربوية المسيرة ويتمم ، معاملته ويحسن معه، التصرف يتقن

يقارب ومما أجملها من ولعل ، كثيرة ذكر ما لكل المجوزة والنصوص

أقوال خالصة نقل عندما – الله رحمه – حجر أبن قول إليه الدعاة حاجة من

العلماء:

E صحيح غرض كل في الغيبة ) تباح إلى طريقا يتعين حيث شرعا

، واالستفتاء المنكر، تغيير على واالستعانة كالتظلم بها، إليها الوصول

وإعالم ، والشهود الرواة تجريح في ويدخل ، الشر من والتحذير ، والمحاكمة

أو نكاح في االستشارة يده. وجواب تحت هو من بسيرة عامة والية له من

ويخاف فاسق أو مبتدع إلى بتردد متفقها رأي من وكذا ، العقود من عقد

البدعة أو الظلم أو بالفسق يتجاهر من غيبتهم تجوز وممن ، به االقتداء عليه

)... .. ظلم الزيادة

الالزم الحد على االستزادة دون إليها الحاجة بقدر الغيبة تكون ( أن2)

إذا كان الذم في يفرط وال كافيا، التعريض كان إذا االسم يعرض ال ولذلك ،

كان إذا ، وبينه أهله مساوئ ذكر إلى يجنح وال بالغرض، يفي القليل كان

األخرى، المساؤي من إليه يحتاج ال ما بكر يتوسع وال ، لذلك يتسع ال المقام

31

Page 32: التقويم الدعوي

المثالين ذكر على فيقتصر دينية والية أو معينة مهمة ألجل التقويم كان وإذا

الجارح. عن قيل ولذلك ، الوالية تلك عن والمانعة المهمة، لتلك المنافية

له تجوز ال تصريح بأدنى أو ، المفهمة باإلشارة الجرح أمكنه ) وإذا

ما زائدة إلى فيها يرتقى ال للحاجة فيها المرخص فاألمور ، ذلك على الزيادة

.الغرض( يحصل حديثه، في الناس مثالب إقحام عن الترفع والمربى الداعية خلق فمن

ناقص. إال المعايب ذكر من يستزيد فما

أحسنها ألفاظك اكس

إلى نكير وال ، التجريح في األلفاظ أجمل الجارح يستعمل ( أن3)

الخشنة والكلمة النابي اللفظ إلى يلجأ وال ، السهل وجود عند منها الشديد

لمن خصوصية ويكتسب ، العام اإلسالم خلق من وهذا ، غيرها يتوفر دام ما

العبارات لسانه على يغلب ال حتى ، والتقويم الجرح كثرة إلى يضطر

يضطرون أنهم إذا األمر، بهذا المسؤولية أصحاب ابتالء أشد وما الخشنة،

قلوبهم شفافية أجل من سكتوا فإذا والتقويم الجرح لكثرة إماراتهم بحكم

االتهام عليهم وكثر جهة من الصفاء ضاع تكلموا وإذا ، الدعوة مصالح ضاعت

المصلحة أجل من الدقيقة الموازنة عليهم وجب ولذلك أخرى، جهة من

قلوبهم. صفاء على والمحافظة العامة،

قال: أنه المزنى عن روى ولذلك

: يا لي فقال ، كذاب : فالن أقول وأنا يوما الشافعي ) سمعني

بشيء ليس قل: حديثه ولكن ، كذاب تقل ال ، أحسنها ألفاظك اكس إبراهيم

ما أكثر ، وضاع أو : كذاب، يقول أن ق ورعه لمزيد كان البخاري أن ونحوه

فالن، يقول: كذبه ربما نعم هذا ونحو ، تركوه ، نظر فيه ، عنه : سكتوا يقال

.بالكذب.. ( فالن رماه أو

التلبيس المقوم يحذر

32

Page 33: التقويم الدعوي

، ذلك في التجرد قمة الجرح لعملية المضطر المربى يتحرى ( أن4)

األخرى الغيبة بواعث دون ، اإلسالم لخدمة الكافي الحد يستشعر وأن

محاولة أو النفس، برفع منهم التنقيص محاولة أو الغير، من كالتشفي

أو والحسد، الغير بدواعى التضعيف يمتزج أن أو األفران، موافقة استدرار

تكون قد كما مرجوه، فائدة دون واللعب الهزل لمجرد التضعيف يكون أن

بذلك فخور وهو ، النقائص نتيجة أو الظن، سوء من بسبب أو للتلذذ الغيبة

E النتائج بعض صحة ظهرت ما فإذا ، وانطباقها صدفها يرى عندما خصوصا

كفاءة ذلك فيحسب – تخفى ال العيوب الن ، طبيعي أمر وهو – واألمور

المساوئ حيث سهل امر التضعيف أن والواقع – األمر في فيسرف ، خاصة

عن يخلو ال إنسان كل ألن ، فقط الضعف تبيان في ليست والكفاءة ظاهرة،

، العيوب مع المحاسن اكتشاف األصل ولكن ، سهل أمر وتتبعها ، عيب

من المانعة غير السلبيات أو ، الخاصة الواليات من المانعة العيوب ومعرفة

من الثقات تقويم إلى يحتاج الذي هو المتكامل األمر هذا ومثل ، ما عمل

حيث ، إنسان كل يحسنه فالتشديد ، الفتوى لمسائل مشابة واألمر ، الدعاة

الناس على يصعب أو األحوط، يختار أو ، بجهله أمر كل تحريم يستطيع

دون الرخص وتبيان األحكام، معرفة في الصعوبة ولكن الحرج، من ويخرج

ولذلك ، الفقه هو فهذا ، التكليف ومقتضيات الشرع مقاصد على الخروج

قيل:

.( يحسنه إنسان فكل التشديد أما ، الثقات عن : الرخص العلم ) إنما ، منفرد العدل أن منقذ بن أسامة األمير أوضحه كما ذلك في والسبب

E يتخذ والجور . فيه الخطأ أو الهدف كإصابة ، متعددة صورا

سهل ولهذا ، كثيرة والجور ، واحدة صورة الشيء في ) العدل

الرماية في اإلصابة يشبهان وهما ، العدل تحرى وصعب الجور، أرتكاب

إلى يحتاج ال والخطأ ، وتعهد ارتياض إلى تحتاج اإلصابة فإن ، فيه والخطأ

.( ذلك من شيء

33

Page 34: التقويم الدعوي

الجرح استغالل على عليه إبليس تلبيس من الحذر للمربى البد وكذلك

أو أقرانه، على بها يتنافس كى أو وذاته، علمه إلبراز أو للتشفى، والتعديل

إليه انتبه ما ذلك في سبق وقد غيره، من وانتقاصا له، شهرة بلك ليطلب

ذلك في المحدثين بعض على ألبس قد إبليس أن وجد حيث الجوزى ابن

في بعضهم ح قد الحديث أصحاب على ( إبليس تلبس : ) ومن فقال ، األمر

استعمله الذي والتعديل الجرح مخرج ذلك ويخرجون للتشفى، طلبا بعض

.بالمقاصد.. ( أعلم والله ، الشرع عن للذب األمة قدماء

الزلل .. يدفع التحديد

كان فإذا ، ألجلها الشخص يضعف التي الصفة تحديد من بد ( ال5)

E الشخص E أو فاسقا وتقل ، العموم على واجب وفضحه له، غيبه فال جاهليا

المهمة. للصفات فقدانه مقابل اإليجابية الصفات أهمية

صفة تحديد بمكان األهمية من يصبح ، الدعاة تقويم إطار وفي

داعية كل يختص وإنما ، اإلجمالي بالضعف الداعية يتهم ال حتى الضعف

حقيقة وهذه غيرها، دون األعمال ببعض للقيام تؤهله الصفات من بمجموعة

، قليل الناس في الخصائص مجموع اجتماع أن إذا ، سائرة وسنة بشرية،

النقائص أن قيل وقد ، المحاسن بكثرة العبرة وإنما نادر، النسب والكمال

تحديد في الغرض وإنما الخبث، يحمل ال القتلتين بلغ إذا والماء خبث،

نفسه. الشخص لمصلحة أو ، الوالية الضعف: مصلحة

- في وسلم عليه الله صلى – المصطفى ذكره ما الخصائص هذه ومن

وحساسيته ضعفه من رأي ولكن ، له الكبير امتداحه رغم ذر، أبي ضعف

أراك : " أني له فقال المال، الية أو ، المسلمين والية من يمنعه ما وحرصه

وال ، اثنين على تأمرون ال ، لنفسي أحب ما لك أحب وإني ، ضعيفا ذر أبا يا

.يتيم" مال تولين. عامة قاعدة هذه اعتبرت وقد

غزوة في العاص بن عمرو – وسلم عليه الله صلى – النبي ) وأمر

، منه أفضل هم من على إليهم بعثه الذي ألقاربه استعطافا السالسل ذات

34

Page 35: التقويم الدعوي

لمصلحة الرجل يستعمل كان وكذلك أبيه، ثار ألجل زيد بن أسامة وأمر

.واإليمان( العلم في منه أفضل هو من األمير مع يكون قد أنه مع ، راجحة

العورات .. ستر المروءة من

الجماعة وسط في يفضل الريب عن وانفكاكا ، للتهمة ( دفعا6)

وال التوثيق، الجماعة أفراد في األصل ألن ، الجرح أسباب تفسير المسلمة

E( .. ولكن إال الجرح يقبل : ) ال بقاعدة األخذ من بد ضرورة تبقى مفسرا

E بأضيق التفسير حفظ بعض تكون وقد المسلم، الصف نظافة على حفاظا

يجب بينما بطبقة، محصورة بعضها تكون وقد مشتهرة، المساوئ أو العيوب

إلى كشفها يؤدي والتي ، الخاصة الصبغة ذات المساوئ بعض تظل أن

E واضحة مفسدة يكتفي قد بل فقط، المؤمنة الجماعة قيادة على حصرا

E وبعبارة البقية عن وسترها األمور بعض معرفة في بحقه – األمير- أحيانا

وال ، بأقوالهم المصلحة تحقق بمن محصور بالغيبة األخذ جواز أن أخرى،

بحجة مشاعا المسلم عرض يصبح ال حتى بهم األقتداء لآلخرين يحق

االقتداء.

بالمعاصى المجاهرين من السوابق أصحاب أن مالحظة ويجب

E فيهم الجرح : يكون البدع إلى الداعين أو ، األخالقية أو الفكرية وال ، مقدما

E. إلى فيه التوثيق يقبل مفسرا

كالمقارن الطارئ ليس

صفة وبين ، المالزمة السلبية الصفة بين التفريق مراعاة من ( البد7)

الخاطئ التصرف يعتبر ال وأن ، معينة ومالبسات ظروف نتيجة طارئة

وأن ، المالزم كالعيب المفاجئ العيب يكون ال وأن كالمستديم، الطارئ

عذر وقد ، أشياءهم الناس بخس وعدم القسط بالميزان التقويم يكون

الجرم رغم – بلتعه أبي بن حاطب ذلك قبل – وسلم عليه الله صلى الرسول

يضرب عندما – عنه الله رضي – عمر على رد حيث بدر في الكبير- لسابقته

فقال: عنقه

35

Page 36: التقويم الدعوي

فقال: بدر، يوم بدر أصحاب إلى أطلع الله لعل ، عمر يا يدريك ) وما

.... ( لكم غفرت فقد شئتم ما أعملوا

E النقد ليس تأثيما

أو الشخص لخلو يكون قد وإنما ، تأثيما بالضرورة ليس ( النقد8)

خاصة. بمهمة القيام أو ، معين لمنصب مؤهل غير تجعله صفة من الداعية

E فالنا : أمر الشورى أهل في الخطاب بن لعمر قالوا ) وقد فجعل ، وفالنا

E – األمة أفضل السنة- ومن من واحد كل حق في يذكر E جعله أمرا له مانعا

...( تعيينه من سبحانه الله جبل مما ألنها ، إثم إو عيب صفة كل نقصان في وليس

على – وسلم عليه الله صلى – الرسول أثنى وقد ، عليها النفوس وتعالى

اإلمارة. عنه ومنع ، عديدة مواطن في ذر أبي

وعدم ، ما أمر عن منعه ، الداعية أو الشخص نقد يكون قد بل

من دينه لحماية ، له حبا أو ، عليه شفقة أو به، رحمة ، لمهمة ترشيحه

، عليه تعكر بيئة أو ، تفسده أجواء عن إلبعاده أو ، البالء عن نفسه أو الفتنة،

لعرضه. واالستبراء دينه على الحافظ ألجل ذلك كل يكون وقد

السختياني: أبوب وقال

.( شهادته أقبل وال ، دعاءه أرجو إخواني من أخ ) رب

.. كشفها المفسدة درء ومن

، الشريعة ضوابطها وفق بها التبليغ وعدم المفاسد عن ( السكون9)

إليه يقود قد لما ، : مردود الغيبة بإثم االحتجاج أو ، السلبية المواقف بسبب

يجيدون للذين السماح أو ، الثقات غير تولية أو ، الضعفاء صعود من األمر

تفشل أو ، الصف يتصدع وبالتالي التربية، زمام استالم في الكالم في

بل ، االنشقاقات أو الفتن، إلى تقود التي الجيوب تكون وقد بل ، المهمات

التعبد. من نوعا الشكف أمر يكون قد

36

Page 37: التقويم الدعوي

أحب ، ويعتكف ويصلي يصوم حنبل: الرجل بن ألحمد قيل ) حتى

هو فإنما واعتكف وصلى قام فقال: إذا ، البدع أهل في يتكلم أو ، إليك

.( أفضل وهذا ، للمسلمين هو فإنما البدع أهل في تكلم وإذا ، لنفسه المصلحة هو والتعديل الجرح في األصل أن على النص هذا ويدل

اإلسالم مصلحة أمام مهدرة تكون الخاصة المصلحة فإن وبالتالي العامة،

والمسلمين.

يباح ال المسلم عرض

فال ، القناعة عدم عند عنه والذب ، المسلم عرض عن ( الدفاع10)

عن ويسكت ، لمصلحة البعض قبل من يذكر مسلم عيب عن السكوت يصح

اجتهاد على يحاسب وال ، قناعته على محاسب ألنه ، به يقتنع ال من ذلك

الترمزي. سنن في ورد وقد اآلخرين

". القيامة يوم النار وجه عن الله رد أخيه عرض عن رد " من

قاتلها.. فإن ويزجر يردها ان مسلم غيبة سمع لمن ينبغي أنه ) وأعلم

، والصالح الفضل أهل من كان أو ، حق له ممن غيره أو شيخه غيبة سمع

.أكثر( ذكرناه بما االعتناء كان صحيح في الواردة – عنه الله رضي – مالك بن كعب حادثة ومن

: يستنبط ومسلم، البخاري

أو الطاعن وهم الرد ظن على غلب إذا الطاعن على الرد ) جواز

(- غلطه

: سيرين ابن قال وقد

.( محاسنه تذكر ولم ، مساوئه ذكرت إذا أخاك ) ظلمت

التقويم فوائد

والتعديل الجرح في والمتمثلة التقويم طرفي استعراض بعد بد ال

، المسلمة الجماعة إطار داخل العلمية هذه ومصالح فوائد تبيان ضرورة

37

Page 38: التقويم الدعوي

غنى ال وأنه ، باستمرار التقويمية العملية هذه إجراء أهمية معرفة وبالتالي

عنها. للجماعة

القسط ميزان

السماوات قامت به الذي القسط ميزان وهو ، بالعدل ( الحكم1)

والسيئات ، وتشجيعا ومروءة وأخوة عبادة ، يذكر اإلنسان فخير ، واألرض

E تذكر E أو تحذيرا يمكن وكيف ، العدل ميزان يحقق معا هما وذكر ، تخويفا

وشره. إنسان كل خير مع التعامل

وطاعة وفجور، وير ، وشر خير الواحد الرجل في أجتمع ) وإذا

، الخير من فيه ما بقدر والثواب الموالة من استحق ، وبدعة وسنة ، ومعصية

في فيجتمع الشر، من فيه ما بحسب والعقاب المعاداة من واستحق

.( واإلهانة اإلكرام موجبات الواحد الشخص الظلم دفع إلى يؤدي الذي هو بالعدل الحكم يوجبه الذي التقويم وهذا

يكون وقد بل ، الخصومات بين والفصل ، النزاع وفض اإلنصاف وإقرار ،

حقائق إلى بها يتوصل التي القرائن من والمدح الذم أو ، والتعديل الجرح

الناس: ومعرفة المواقف على والحكم الوقائع، وصدق األحوال،

E يكن لم فإن ، والحاكم المفتي إليه يحتاج عظيم ) أصل فيه، فقيها

E أكثر يفسد ما كان وإال اآلخر، على أحدهما يطبق ثم والنهي، األمر في فقيها

له تصور بالناس معرفة له األمر في فقيها يكن لم إذا فإنه ، يصلح مما

وراج وعكسه، المبطل بصورة والمحق ، وعكسه المظلوم بصورة الظالم

... ( واالحتيال والخداع المكر عليهبالتعريف المعرفة

من جزء الداعية خصائص بعض أن إذ مه بد ال وهو ( التعريف،2)

برحوف ال ، صافة أو بمحمل فاإلنسان ، لها داللة ال المجردة واألسماء صفته،

، أشياءهم الناس يبخس وال ، منازلهم الناس ينزل وحتى ، وآبائه أسمه

له أهل هو لما داعية كل وترشيح ، بأصحابها األعمال إناطة يمكن وبالتعريف

: الله رحمة اإلسالم الشيخ .. قال

38

Page 39: التقويم الدعوي

الشر عن والنهي ، فيه والترغيب بالخير األمر المقصود كان ) فإذا

.( ذلك ذكر من بد فال ، منه والتحذير

النظائر انتقاء

، الصفات من مجموعة في الدعاة يتشابه قد : إذ األصلح ( اختيار3)

مجمل بمراجعة إال يتم ال وهذا ، للمهمة أحدهم اختيار تقتضي والحاجة

بد وال األمانة، أداء بأب من األمر وهذا ، للدعاة واإليجابية السلبية الخصائص

الصحيحة. التوليه عملية تتم حتى التقويم عملية من لألمير

المسلمين أعمال من عمل كل على يولي أن األمر ولي على ) فيجب

ولى وسلم- : " من عليه الله صلى النبي قال العمل، لذلك يجده من أصلح

E فولى شيئا المسلمين مر من ، منه للمسلمين أصلح هو من يجد هو رجال

." .. ( ورسوله الله خان فقد

األمناء استكفاء

عن والنهي بالمعروف األمر لمناصب فاألمثل األمثل ( اختيار4)

بمعرفة إال تتم ال األمثل ومعرفة ، اإلسالمية الدعوة هدف هي التي المنكر،

الصحيح. بالشكل التقويم عملية تتم وأن والتعديل الجرح مواطن

وأن والعدل، الصدق بأهل يستعين أن أمر ولي كل على يجب ) فلهذا

يؤيد الله فإن وظلم كذب فيه كان وإن فاألمثل، باألمثل استعان ذلك تعذر

فعل هو إنما لهم. والواجب الخالق وبأقوام الفاجر، بالرجل الدين هذا

. المقدور( األمير واجب من المسألتين وكال ، األمانة باب من أيضا هو األمر وهذا

عنه. ينوب من أو ،

موجودة في يكون ال وقد الموجود، أصلح إال يستعمل أن عليه ) فليس

وإذا بحسبه، منصب كل في فاألمثل األمثل فيختار الوالية، لتلك أصلح هو من

،وقام األمانة أدى فقد ، بحقها للوالية وأخذه التام، االجتهاد بعد ذلك فعل

39

Page 40: التقويم الدعوي

عند المقسطين العدل أئمة من الموضع هذا في وصار هذا، في بالواجب

. ... ( الله مقبولة وهي اإلسالمي، السياسي العمل قواعد من النظرية وهذه

E E شرعا وتوثيقهم. األشخاص جرح ذكر خالل من إال يتم ال بها واألخذ ، وعقال

الجماعة ... بركة التكامل

خصائص إلى الدعوة تحتاج فقد ، الرجال أعمال بين ( الموازنة5)

هذه الستكمال بد وال ، متكامال الناتج العمل يكون كي ، وأحد آن في متباينة

عليهما. والتعديل الجرح عمليتي وإجراء األشخاص تقويم من الحقيقة

واستنابة ، لخالد بكر أبي إستنابة من حصل مما التكامل لهذا ونستدل

وخالد. عمر وشدة ، عبيدة وأبي بكر أبي لين بسبب وذلك ، عبيدة ألبي عمر

�ما واله.. ولهذا من يولي أن منهما لكل األصلح ) وكان بكر أبو تولى ل

كان ما منهما واعتدل ، الوالية في كاملين صارا – عنهما الله رضي – وعمر

من – وسلم عليه الله صلى – النبي حياة في الطرفين أحد إلى فيه ينسبان

.اآلخر..( وشدة أحدهما لين اآلخر، بفضل الدعاة أحد نقص يدرأ أن أجل من لموازنة ا هذه ومثل

فضائل من كل عن والبحث التقويم بعملية إال يتم ال وهذا ، المصلحة فتحققوسلبياتهم. الدعاة

ومراتب واجبات الخصائص بمعرفة إال تتم ال هي ، والتربية اإلصالح ( عملية6)

أن إذ القابليات، وفق على األخطاء وقياس ، التقويم وإجراء ، والصفات ، الدعاة مراتب وفق تتم أن بد ال األمراء، قبل من والحقوق الواجبات تحديد

( ) المسودة آخر في أوردها جليلة قاعدة – الله رحمة – تيمية ابن ذكر وقد واجب عن تحدث حيث يمكن ما أقل منها تقتبس الفتاوي في وكذلك

فقال: والعلماء المجاهدينE المسلمين على وجب فإنه الجهاد، ذلك ) مثل الكفاية على ، عموما

الذين المرتزقة على وجوبه ولكن ، أعيانهم على أحيانا يجب وقد ، منهم ، بالشرع وأجب ، عينا عليهم وأجب بل ، أؤكد للجهاد الفئ مال يعطون ال واجبا يكن لم لو فإنه ، بالعوض فيه.. وواجب دخلوا الذي بالعقد وواجب. عليه.. ( بالمعاوضة لوجب إمام، ببيعه وال بشرع،

بالشرع الجماعة أعضاء على واجبة األمور بعض أن ذلك على ويقاسE آكد تصبح ثم البيعة، بعقد وتزداد فوق أجرة عمله على يأخذ من على وجوبا

40

Page 41: التقويم الدعوي

كما ، آخر إلى شخص من بها االلتزام يتباين الدعوية األعمال أن ذلك. كمالذلك. تبعا ذلك على المحاسبة تتباين

بمهمات المكلفون الجدد، عن تختلف خاصة معاملة له الرائد فالجيل خاصة منزلة لهم الدعاة من والعلماء غيرهم، عن إليهم النظر يتباين خاصة

عليه يقاس أن يمكن ما عنه اإلسالم شيخ قال فقد المعلم عن .. أما ،وهكذاالمربي.

صورة ، والسنة الكتاب األمة على يحفظون العلم أهل ) وكذلكE األمة على واجب ذلك حفظ أن مع ، ومعنى ومنه منهم، الكفاية على عموما

خاصة في المسلم على يجب الذي ، العين علم وهو ، أعيانهم على يجب ما أو ، فيه رأسوا الذي العلم أهل على وكفاية عينا ذلك وجوب لكن ، نفسه وقد ، عموما بالشرع واجب ألنه ، غيرهم على وجوبه من ،أعظم عليه رزقوا العقل استعداد القدرة في ويدخل غيرهم، وعجز عليه لقدرتهم عليهم يتعين

المصنعة، الكتب من إليه الموصلة الطرق ومعرفة الطلب، وسابقة ،. له..( ،والتفرغ المتعددة األدلة المتقدمين،وسائر والعلماء

، والتربية الكتابة في جهده على العالم الداعية يحاسب المنظار وبهذا العامة العالقات صاحب النشط يحاسب كما ، الدروس وإقامة التوجيه وعلى معرفته على الوجيه ويحاسب البلد، في االجتماعية بالطبيعة معرفته على على يحاسب بمهمة المكلف أن كما ، فيه والمؤثرين وأغنيائه البلد بأهلاألخرى. الدعوية الواجبات في األمر وهكذا ، لمهمته أدائه

أهل ترك للجهاد، القتال أهل كترك الدين لتبليغ العلم أهل ) فترك كالهما عليهم، الواجب للتبليغ العلم أهل كترك عليهم الواجب للقتال القتال

عظيم. ذنب ، وفشله الجندي جبن تستعظم أنها على األمة قلوب الله جبل ولهذا

العالم إظهار وتستعظم غيره من تستعظمه مما .. أكثر للجهاد وتركه الجندي فسوق بخالف غيره، من ذلك تستعظم مما أكثر والبدع الفسوق.... ( بالبدن الجهاد عن وبخالف ، وفاحشته وظلمه

ملحقتان قاعدتان إذ الموطن هذا غير لها والتعديل الجرح في قواعد فهناك ، وأخيرا

الدعوة ألغراض منهما كل وجواز والتعديل، الجرح بين الموازنة هنا المقصدعابرة. إشارة مسألتين إلى نشير أن بحسبنا ولكن تفريط، أو إفراط دونما

الفضل ذوى معاملة إلى المسارعة وعدم ، الدعوة وكبار السابقة، أصحاب ( احترام1)

والتزام: ، تجريحهم على التعديل على مقدم الجرح قاعدتهم تفهم أن ، الحذر كل ، ) الحذر

وندر دحوه، ما وكثر وعدالته، إمامته ثبتت من أن الصواب بل ، إطالقهم وندر دحوه، ما وكثر وعدالته، إمامته ثبتت من أن الصواب بل جارحوة، أو مذهبي تعصب من ، جرحه سبب على دالة قرينة هنالك وكانت جارحوه،

. جرحه( إلى يلتفت لم غيره،

41

Page 42: التقويم الدعوي

تزيد قد عليهم التجريح أسباب : أن المسارعة عدم في والسبب إلى يسئ تجريحهم أن كما أقران، منافسة أو حسد، أو عداوة من بسبب

، تحطيم إلى الطرق أقرب من األشخاص في والطعن يمثلها، التي الجماعةالحديث: في جاء وهذا

. الحدود( إال ، عثراتهم الهيئات ذوى " أقيلوا من تنبيه له فيسوغ عنه، عجزه يعلم وهو معين عمل ألداء رشح إذا إال

المانعة. الصفات إلى رشحه

الذات تقويملنفسه: الشخص تقويم

E أو ، بنفسه قناعة ، ذلك غير أو مضطرا به اإلنسان يقوم وقد غرورا ذم يجوز ال األمر: أنه وخالصة ، نفسه بذم يقوم قد أنه كما ، عنها لإلعالنE كان ومن الغير، أمام النفس E نفسه فليحاسب المالمة في مخلصا ، سرا عن ناتجا يكون ما فغالبا النفس مدح أما بذنبه، باالعتراف الله إلى ويلتجأ قال كما ، عامة لمصلحة منه كان ما يستثنى ولكن ، عنه نهى ولذلك ، الغرورالسالم: عليه يوسف

(. عليهم حفيظ إني ، األرض خزائن على ) اجعلني ، والغرور ، التميز وإظهار لالفتخار كان إذا المذموم المدح أن أياألقران. ومناكفة

E يكون بأن وذلك ، دينية مصلحة فيه يكون أن ) والمحبوب آمرا أو معلما أو ، بمصلحة مشيرا أو ، ناصحا أو ، منكر عن ناهيا أو بمعروف،

E نفسه عن يدفع أو ، اثنين بين مصلحا أو ، مذكرا أو ، واعظا أو مؤدبا أو ، شرا ، قوله قبول إلى أقرب هذا يكون أن بذلك ناويا محاسنه فيذكر ، ذلك نحو

يذكر(. ما واعتماد

E وأخيرا ) وأستكفاء ( ، ) الشروط وسائل فهم مع المبحث هذا في لعل

دعوية نظرية يشكل ما ( التربوية ) المداراة و النصحاء(، وتقليد األمناء واستعمالها بها األخذ من بد ال مما ، وضوابطها الشرعية أصولها لها متكاملة

، عليها المترتبة الشرعية المصالح لتحقيق والتربوي الدعوي العمل في منافذ ويسد ، األهواء على ويقضي الخلل، يمنع بضوابطها فااللتزام وكذلك

غائلة عنهم ويدفع ، العاملين نظر وجهات ويقارب ، والتفريط اإلفراط الجماعة لعمل تأصيل وأمثالها النظرية هذه في أن كما ، والتشتت االختالف وتحقيقا المعاصرة، المسلمة

بمنهج واقتداء المطهرة، والسنة الكريم بالقرآن التزامها لمبدأ وتحقيقا حدد إذا – الله رحمه – الشهيد اإلمام رائدها ذلك أوضح ..كما الصالح السلف

بأصلين: الدعوة لفكر التأصيل منهج ذلك في المنهج فيكون ، شرعي نص فيها التي باألمور يتعلق فيما أولهماالعشرين: األصول من الثاني األصل في كما االتباع

42

Page 43: التقويم الدعوي

أحكام تعرف في مسلم كل مرجع المطهرة والسنة الكريم ) والقرآن تعسف وال تكلف غير من العربية اللغة لقواعد طبقا القرآن ويفهم ، اإلسالم

الثقات(. الحديث رجال إلى المطهرة السنة فهم في ويرجع ، موافقا كان ما منهم فيؤخذ السلف أقوال إلى مرجعة كان ما أما

السادس: األصل في جاء ما وهذا والسنة، للقرآنE – عليهم الله رضوان – السلف عن جاء ما ) وكل للقرآن موافقا

السادس: األصل في جاء ما وهذا والسنة، للقرآن موافقا – عليهم الله رضوان – السلف عن جاء ما ) وكل

(. باالتباع أولى رسوله وسنة الله فكتاب وإال ، قبلناه والسنة وهو المسلمة، الجماعة وأعراف مبادئ من هو التأصيل فإن ، ولهذا

التوفيق. ويتحقق العمل، يصح وبه ، واالرتباك الخلل من المانع مدعاة المباحث هذه نشر يكون وأن المعاني، بهذه ينفع أن الله نسأل

كتابتها. من المرجوة المصلحة تحقق ،وأن لتطبيقها ، العمل وصواب النية إخالص والقارئ الكاتب يلهم أن تعالى ونسأله

ومنه ، للصواب الموفق والله ، يفعلون وبما يقولون بما الجميع ينفع وأن. السبيل سواء الهادئ وهو التوفيق موارد

العالمين. رب لله الحمد أن دعوانا وآخر

43