P

شرح كتابصحيح البخاري

معالي الشيخ الدكتورالله الخضير عبد الكريم بن عبد

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء

المكان:هـ04/11/1434تاريخ المحاضرة:

شرح كتاب العلم من صحيح البخاري(184 )

2

السالم عليكم ورحمة الله وبركاته. انتشرت فت��وى للش��يخ ابن ب��از -رحم��ه الل��ه- بج��وازهــذا يقــول:

الرياض��ة للبن��ات، واس��تدلت به��ا وزارة التربي��ة؟ يق��ول: فم��ا توجيهكم؟

في فتاوى الشيخ -رحمة الله عليه- في الجزء التاسع صفحة ثالثمائة وثالثــالنوادي ــرادي ب ــال: وم ــوى ق ــة الفت ــال في منتصــف وفي نهاي ــانين ق وثم النسائية النــوادي الــتي تقــام فيهــا المحاضــرات والمســابقات العلميــة بينن. حتى لو وجد مثال فتــوى مطلقــة بجــواز الطالبات والمعلمات، فالشيخ بي النوادي النسائية فال بد من حملها على هذا المقيد؛ ألن طريقة التعامل مــع فتـاوى أهـل العلم وتقريــرات أهــل العلم على هـذه الطريقــة، تعامـل كمــا تعامل النصوص، ونص على ذلك أهل العلم، يعـني لـو وجـد، مثــل مــا قـال الحنابلة، لــو وجــد عن اإلمــام أحمــد فتــوى مطلقــة وأخــرى مقيــدة، فتــوى تخــالف فتــوى، قــالوا: ال بــد من التوفيــق بينهمــا مهمــا أمكن، ولــو بحمــل مطلقهــا على مقيــدها، وعمومهــا على خصوصــها، هــذا ذكــره الحنابلــة في

مقدمة اإلنصاف وفي خاتمته وفي غيره من الكتب. ....... طالب:

نعم. ....... طالب:

هم يتتبعون المتشابه. ....... طالب:

ال ال. .......طالب:

ــل؛ ال، رياضة في بيتها، تزاول أشياء تعينها على إحراق بعض ما يزيد من أك دهون وسعرات وما شابه ما فيه إشكال، لكن بين الناس؟ حتى بين الناس

ال، والله المستعان. ....... طالب:

ال ال، ما هم ينتظرون فتوى، هم يمشون بطريقهم وما هم ينتظرون فتوى. ....... طالب:

واحدة تستدل على أن نساء الصحابة يزاولن الرياضــة تقــول: قمنــا برحلــة إلى جبل ثور مع مجموعة من الطالبــات في المرحلــة الثانويــة، تقــول: مــا استطعنا أن نقطع نصف المسافة وال ثلث المسافة. عجــزن. وأســماء ذات النطاقين تصــعد ثالث مـرات بـاليوم، فال بـد أنهـا كـانت تـزاول رياضـة وإال

صارت مثلنا ما تقدر! شف الدليل! الله المستعان. ....... طالب:

هي خطط تغريبية وماشــييون فيهــا مــا هم منتظــرون فتــوى وال منتظــرون الحكم وال دليال وال شيئا، وإال فالفتاوى صــريحة وواضــحة ومحــررة، وزودوا

بها، وطبعت في كتب، ونشرت في وسائل إعالم، لكن ما هم ينتظرون. ....... طالب:

....... الفتوى، يقولون: الفتوى بيان الحكم من غير علم، ما هو مثــل .......الحكم الشرعي بدليله ملزم.

نعم. ....... طالب:

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

أنا منشــور لي فتــوى قبــل عشــر ســنين، أول ســنة أربــع وعشــرين فتــوىمفصلة في صفحة كاملة باألدلة.

نعم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وس��لم وب��ارك على طالب:

عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا وارفعنا بما علمتنا، وزدنا علما،

واغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خيرا. قال اإلمام أبو عبد الله البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه

"باب كتابة العلم.: في كتاب العلمفيان، عن الم، ق��ال: أخبرن��ا وكي��ع، عن س�� د بن س�� ح��دثنا محم: ه��ل ة، ق��ال: قلت لعلي ، عن أبي جحيف�� عبي ف، عن الش�� مطر عن��دكم كت��اب؟ ق��ال: ال، إال كت��اب الله، أو فهم أعطي��ه رج��لحيفة. ق��ال: قلت: فم��ا في ه��ذه لم، أو م��ا في ه��ذه الص�� مس��حيفة؟ قال: العقل، وفكاك األسير، وال يقتل مسلم بكافر. الص حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا شيبان، عن يحيى،ي الل��ه عن��ه-: أن خزاع��ة لمة، عن أبي هري��رة -رض�� عن أبي س�� قتل��وا رجال من بني ليث -ع��ام فتح مكة- بقتي��ل منهم قتل��وه، ف��أخبر ب��ذلك النبي -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم-، ف��ركب راحلت��ه

ش��ك»إن الله حبس عن مكة القتل، أو الفيل«فخطب، فقال: ول الله والم��ؤمنين، أال وإنه��اأبو عبد الله لط عليهم رس�� »وس��

لم تح��ل ألح��د قبلي، ولم تح��ل ألح��د بع��دي، أال وإنه��ا حلت ليوكها، ساعة من نهار، أال وإنها ساعتي هذه ح��رام، ال يختلى ش��د، فمن قت��ل اقطتها إال لمنش�� وال يعضد شجرها، وال تلتق��ط س��اد أه�ل القتي�ل« ا أن يق� ا أن يعقل، وإم .فهو بخير النظرين: إم

ول الله، ال: اكتب لي ي��ا رس�� فج��اء رج��ل من أه��ل اليمن فق�� . فقال رجل من ق��ريش: إال اإلذخ��ر»اكتبوا ألبي فالن«فقال:

ال النبي - ول الله، فإنا نجعل��ه في بيوتن��ا وقبورن��ا؟ فق�� يا رس��. »إال اإلذخر إال اإلذخر«صلى الله عليه وسلم-:

قال أبو عبد الله: يقال: يقاد بالقاف، فقيل ألبي عب��د الله: أيشيء كتب له؟ قال: كتب له هذه الخطبة.

حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عم��رو، قال: أخبرني وهب بن منبه، عن أخيه، قال: سمعت أب��ا هري��رة -رضي الله عنه-، يقول: ما من أصحاب النبي -صلى الل��ه علي��هديثا عن�ه مني، إال م�ا ك�ان من عب�د الله بن وسلم- أحد أكث�ر ح�ام، عن عم��رو، فإنه ك��ان يكتب وال أكتب. تابع��ه معم��ر، عن هم

أبي هريرة. حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: أخب��رنيهاب، عن عبي��د الله بن عب��د الله، عن ابن ي��ونس، عن ابن ش��لى الل��ه تد ب��النبي -ص�� ا اش�� عباس -رضي الله عنهما-، ق��ال: لم

لم- وجع��ه ق��ال: »ائت��وني بكت��اب أكتب لكم كتاب��ا العلي��ه وس��- صلى الله عليه وسلم- غلب�هتضلوا بعده« . قال عمر: إن النبي

الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا. ف��اختلفوا وكث��ر اللغ��ط، ق��ال:

شرح كتاب العلم من صحيح البخاري(184 )

4

، فخ���رج ابن عباس»قوم���وا عني، وال ينبغي عن���دي التن���ازع«زية، ما حال بين رسول الله -صلى الله زية كل الر يقول: إن الر

.عليه وسلم- وبين كتابه" الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورســوله نبينــا

محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ــالى-: ،"باب كتاب��ة العلم"أما بعد، فيقول اإلمام البخاري -رحمه الله تع

»أمة أمية الوالمقصود بذلك السنة، والعرب كما جاء في الحديث الصحيح معولهم على الحفظ واشتهروا بــه وانتشــر بينهم فلميكتبون وال يحسبون«

يحتاجوا إلى الكتابة، وجاء النهي عن الكتابة في الحــديث الصــحيح عن أبي »ال تكتبــوا عــني شــيئا ســوىسعيد عن النبي -عليه الصالة والسالم- قــال:

، وكــان هــذا في أول األمــرالقرآن، ومن كتب شيئا غــير القــرآن فليمحــه« خشية أن يختلط بكتاب الله مــا ليس منــه، وخشــية أن يعتمــد النــاس علىــبي الكتابة فيضيع الحفظ كما حصل بعد ذلك. وبعد ذلك حصل اإلذن من الن

كمــا في حــديث»اكتبــوا ألبي فالن«-عليه الصالة والسالم- بالكتابة فقال: وهو المقصود، وجاءت أخبار عن الصــحابة كــأبي»اكتبوا ألبي شاه«الباب:

هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: ما كان أحد أكــثر مــني حــديثا عن رســول الله -صلى الله عليه وسلم- إال ما كـان من عبــد اللــه بن عمـرو فإنـه كـان

يكتب وال أكتب. ....... طالب:

ماذا؟ ....... طالب:

....... ليس ضعيفا.»ال تكتبوا عني شيئا سوى القرآن« ....... طالب:

أنا أشرت إلى شيء من الجامع، ويأتي إن شاء الله تفسيره، أنا قلت: إنــه خشية أن يلتبس بالقرآن، حــتى قــال بعضــهم: إن النهي لمن أراد أن يكتب الحديث مع القرآن في صفحة واحدة، بعضهم قال: النهي لئال يعتمد الناس

على الكتابة فيضيع الحفظ. اآلن بعد انتشار الكتابة وبعد انتشار الطباعة وبعد انتشار اآلالت من يحفــظ العلم؟ اآلالت كلها ما حفظت نصف ما حفــظ اإلمــام أحمــد من األحــاديث، كل اآلالت الموجودة اآلن والبرامج ما فيها نصف ما يحفظــه اإلمــام أحمــد. أذن بعد ذلك في الكتابة، وكتب الناس، وأمر عمــر بن عبــد العزيــز بتــدوين الســنة، أمــر ابن شــهاب بتــدوين الســنة، وتتــابع النــاس على ذلــك، وألفــوا وصنفوا مدونات كتبوهــا، لكن ذلــك كلــه على حســاب الحفــظ، هــذا شــيء

مجرب اآلن. لما كان كـل واحـد في جيبــه دليـل هـاتف يكتب األرقــام، كـان يعتمـد على الحفظ، هذا كل ما يحتاجه من الهواتــف حافظــه، لكن إذا كــان يســجل مــا حفظ. لكن اآلن لما كــان الحفــظ بــاألجهزة، كثــير من النــاس ال يحفــظ وال رقمه، يوم اعتمد على هذا التسجيل، كثير من النــاس إذا طلب منــه رقمــه قال: والله اصبر خلنا أتصل عليــك حــتى يطلــع عنــدك؛ ألنهم اعتمــدوا على اآلالت. انتشرت الكتابة واضطر النــاس إليهــا، وكتب بعضــهم إلى بعض من الصــحابة والتــابعين ومن بعــدهم من غــير نكــير، وألفت المصــنفات، بينمــا طالب العلم إذا احتاج شيئا حفظه، انتقــل إلى مرحلــة صــار إذا احتــاج إلى

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

شيء كتبه، وهو إذا كتبه صار على علم منه؛ ألن الكتابة أيضا فيهــا معانــاة، وفيها تعب، صحيح ما هي بمثــل االعتمــاد على الحفــظ، لكن يبقى أن فيهــا

معاناة وفيها تعبا. واستمر الحفظ مع الكتابــة، لكنــه أضــعف من قبــل، نعم من كتب لــيراجع ويتعاهد هذا شيء طيب، العلماء عندهم مـا يســمى بضــبط الصــدر وضـبط الكتاب. تتابع الناس على الكتابة قرونا حتى جاءت الطباعة، في أول األمــر لو احتجت كتابا ال بد أن تنسخه أو تــؤجر عليــه من ينســخه لــك، وإذا تعبت عليه فإنك ال محالة أن تحافظ عليه، وتكرر النظــر فيــه حــتى تحفــظ، وإلى وقت قريب قبل انتشار الطباعة كان الناس يستعيرون الكتب ويستأجرونها من أجل أن ينسخوها، وفي النسخ معاناة يثبت بها العلم، نسخ الكتــاب عن

قراءته عشر مرات. ثم جاءت الطباعــة وتــردد شــيوخ األزهــر في حكمهــا، ومنعــوا من طباعــة الكتب الشرعية، وأجازوا كتابة التواريخ واألدب واللغة. قد يقول قائل: هــذا تحكم! اآلن لو أنت محتاج إلى البخاري وما فيه طباعة مـاذا تفعـل؟ تجلس تتعب عليه وتكتبه وذهنك حاضر، وبصرك يشتغل، ويدك تعمــل، ال شــك أن هذا يثبت العلم، ما هو مثل أن تنظر عليه نظرة، فضــال عن كونــك تشــتري الكتاب عشرة مجلدات، عشرين مجلدا، ثم تضــعه في الــدالوب، ثم يطلــع

كتاب ثان تشتريه وتضيفه إليه، متى تقرأ؟ إلى وقت قريب شيوخنا لو تجد مكتبتــه مــا تجيء مثــل هــذا الكميــة، ثالثــة دواليب أربعة بالكثير، فيها أربعمائة مجلد، خمســمائة مجلــد، يــتردد عليهــا، ويقرأهم، تقطعت من كثرة القراءة. اآلن طالب علم صغير مــا زال طــالب عنده عشرة آالف، عشرون ألفا أو أكثر أو أقــل، مــتى يفــرغ لــترتيبهم مــع

الملهيات والمشكالت، فضال عن كونه يقرأ هذه الكتب بكاملها؟ الطنطاوي في مذكراته -رحمه الله- يقول: إنــه مكث ســبعين ســنة معــدلــا يقــرأ قراءته في اليوم الواحـد مائــة صــفحة، يعــني على األقــل، وإال أحيان مائتين، يعــني ألوفــا مؤلفــة من المجلــدات. لكن عنــدنا ســهل، تريــد شــيئا اضغط هذا الـذر ويطلــع لـك، مــا عليـك تعب وال عنـاء، وال أي كلفـة. طيب جاءت الطباعــة وصــار أثرهــا الســلبي على طالب العلم أن جمعــوا الكتب، وكدسوا الكتب، واعتمدوا عليها، وصار الحفظ ضعيفا والهمة أضعف، واللــه

المستعان، وصار أثره على التحصيل أقل. نعم من أراد أن يستغلها استغالال مناسبا يليق بمنزلة العلم ال شك أن توفر الكتاب زين، لكن إذا كان يتوفر لترصه بهذا الــدالوب وخالص مــا فيــه غــير هذا، ما تنتفع. وكثرة التصانيف يعني يكون عندك عشرون ألفا، ثالثون ألفا، يقول ابن خلدون: إن كثرة التصانيف مشغلة عن التحصيل، عندك خمسون تفسيرا، ستون تفسـيرا وأنت تريـد أن تراجـع تفسـير آيـة يضـيع وقتـك مـا اخترت واحدا من هذه التفاســير، وإذا اخــترت يمكن تختــار المفضــول، مــا تختار الفاضل، ولو كان تفسيران، ثالثة فالتفسير لــه توجــه، وقــل من كتب الحديث األصول الستة وما يخدمها وكتب العقائــد وكتب األئمــة ومن يوثــق بعقيدته وهكذا، تستطيع أن تراجع من كل فن أنفس مــا فيــه، وكــثرة هــذه

التصانيف ال هنا وقت لمن يوفي، حتى االختيار يصعب مع الكثرة. ــد أن تشــرح حــديثا، والحــديث مخــرج في الكتب الســتة، كم اآلن مثال تري شروح البخــاري إذا أردت أن تســتوعب من مطبــوع ومخطــوط ذكــر عليــه

شرح كتاب العلم من صحيح البخاري(184 )

6

أكثر من ثالثمائة شرح المعروفة أســماؤهم، ثم اذهب إلى مســلم ثم بقيــةــل بين الكتب، قد تصل إلى األلف، وتريد أن تطالع هذه الشروح، لكن فاض

هذه الشروح وانتق منها أفضلها، واقتصر عليه. ــدواليب ــاس انتشــرت الكتب والمصــنفات ورصــوها بال ــد الطباعــة والن بع والمكتبات، وأكلتهــا األرضــة؛ ألنهــا مــا تجــد من يقرأهــا، حكمــة إلهيــة كــأن األرضة تقول: اقرءوا وإال قــرأت، الكتــاب الــذي يقــرأه مــا تجيئــه األرضــة، سبحان الله العظيم، الـذي يراجـع ويتعاهـد مـا تجيئـه، حـتى لـو جاءتـه فيا في بداياته تطلع عليــه، لكن الــذي مــا يقــرأ يقعــد ســنة، ســنتين مرصوصــ

الدالوب تأكله ودالوبه! عقوبة من الله -جل وعال-. بعد الطباعة وتيسر اقتناء الكتب جاءت هــذه األجهـزة والحواســيب عشــرة آالف مجلد، عشرين ألف مجلد في قرص بقــدر الكــف، ثم مــاذا؟ بــدال من أن تتعب على تخريج حديث بالليالي من المصادر، وتجمــع طــرق الحــديث، وتتعب على رجال، وتصحح وتضعف بنفسك ويثبت هذا الجهد في حافظتكــا، ثالثين إلى أن تموت، خالص اضــغط على زر ويطلــع لــك عشــرين طريق طريقا تناظرهم مثل مــا الســراب يمشــي أمامــك. مــتى نحتــاج مثــل هــذه

اآلالت؟ نحتاجها إذا ضاق الوقت، تقول: أنا واللــه خــرجت الحــديث وأختــبر عملي، هل بقي طرق يمكن أن يصح بها أو ال بعد أن استنفدت جميع الطــرق، نعم أنا خرجت الحديث من عشرين طريقا سأتأكد يمكن فيه طريــق مــا وقفت عليه أهم من هذه الجملة، أسـتعمل اآللـة، وأشـوف الزائـد، ثم هـذا القـدر الزائد الذي استخرجته بواســطة اآللــة ظفــرت بــه بعــد عــدم، ســوف يثبت

عندك، فتضيفه. الخطيب يدخل إلى خطبة الجمعـة ومعــه حــديث في الخطبــة يحتاجــه في الخطبة، لكنه ما يدري وما درجته؟ فكيف يلقيـه على عامـة النــاس؟ ينظـر

في الناس، ويشوف لضيق الوقت. المقصود أن هذه اآلالت ال يمكن أن يخرج عليها طــالب علم، بــل ال بــد من الطريقة والجادة المســلوكة عنــد أهــل العلم هي الــتي يــربى عليهــا طالب العلم، وإذا تخرجــوا وعرفــوا وتمرنــوا وتمرســوا وتــأهلوا، عنــد ذلــك األمــر سهل، أمــا أن يــربى طــالب علم من البدايــة على هــذه اآلالت فلن يتخــرج طــالب علم، فضــال عن أن يكــون عالمــا، فاإلشــكال أن طالب العلم معهم

األجهزة وإذا أشكل عليهم شيء ضغطوا وانتهوا. يعني اآلن الذي يمشي بالسيارة بسرعة يحفظ كل ما مــر بــه في الطــرق والسكك والشــوارع والمحالت، لكن الــذي يمشــي على رجليــه يحفــظ، مــا فاته شيء، هذا مثله؛ ألن العلم ال بد أن يؤخذ بالتدريج، ولذلك ألفت الكتب من قبل أهل العلم على مستويات المتعلمين، يبدأ بصغار العلم قبل كباره، وما يقال: والله هذا الكتاب درسنا هذا الكتاب المختصر جدا للطبقة األولى من طبقات المتعلمين وانتهينا منه، نبــدأ بكتب الطبقـة الثانيــة ونحــذف من هذه الكتب ما تعلمناه سابقا أم يبقى كما هو؟ يبقى الكتاب كما هو ويكــرر ثانية؛ من أجل أن يرسخ، ويكرر ثالثة في كتب الطبقــة الثالثــة، وهكــذا منــة العلم أجل أن يصير مثل البنيان رص بعضه على بعض. هذه مناســبة كتاب والتدرج إلى وقتنا هذا الذي -والله أعلم- ما ندري مــاذا تصــير النتيجــة بعــد

االعتماد على هذه اآلالت.

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير7

الم، ق��ال:قال -رحمه الله-: د بن س�� "باب كتابة العلم. ح��دثنا محمفيان" وهــو ابن الجــراح، أخبرنا وكيع" ، وعلى القاعــدة الــتي"عن س��

ذكرناها مرارا أنه إذا كان بين البخاري وسفيان راويان فالمراد بــه الثــوري،ــدم. ــوري متق "عن سفيان،وإذا كان واحدا فالمراد به ابن عيينة؛ ألن الث

ف" "عن ابن عبد اللــه بن الشــخير الســيد الجليــل المعــروف، عن مطر" عبي ــد"عن أبي جحيفة" عامر بن شراحيل، الش واســمه وهب بن عب

: هل عندكم كتاب؟"الله السوائي، يعني أنتم أهــل"قال: قلت لعلي البيت، أخص الناس برسول الله -صلى الله عليــه وســلم-، عنــدكم شــيء؟ بضعته عندك في بيتك بنته، عندكم شيء تختصون به من دون الناس؟ فما

الجواب؟ اآلن عند شيعته من يدعون التشيع له من الروافض عندهم أسفار يختصونــة ــا مائ بها من دون المسلمين كلهم، عندهم تضامن على التأليف، تجد كتاب وعشرين مجلدا مائة وخمسين مجلــدا ألفــه غالم، وتتــابع عليــه أمــة، وفيــهعلم ال يوجد عند غيره، وإمامهم الذي ينتسبون إليه يقول ما عنده شيء.

ا"قال: ال، إال كتاب الله" هذا موجود عن المســلمين كلهم يصــير خاصــلم"له، ــا، فهم، لكن فهم"أو فهم أعطيه رج��ل مس�� ــا أم من غيرن من

أيش؟}ولو أراكهم كثيرا{يكون على الجادة، ما هو بأي فهم، يقول الله: [.43 ]األنفال: }لفشلتم{ طالب:

ــيرا{نعم، ــو أراكهم كث ه في منامــك قليال ول [،43 ]األنفــال: }إذ يريكهم اللــذا ال ــول: ه شف الفهم الذي أعطيه هذا النابغة صاحب تفسير الجواهر، يق يمكن أن يكون في الحقيقة، ال بد أن يكون بالتصوير هــو الــذي يصــور لــك

"أوالحقيقة ويكبرها لك، يقلل ويكثر، وفي هذا دليل على جــواز التصــوير! لم" ، ففي هــذا دليــل على جــواز التصــوير؛ ألنفهم أعطيه رج��ل مس��

ــير، والصــغير الحقيقة ما تغير الواقع، القليل قليل، والكثير كثير، والكبير كب صغير، لكن التصــوير هــو الــذي يغـير الحقيقـة، ففي هـذا دليــل على جـواز

التصوير. قال: وعرضت هذا الفهم، شـف األنبـغ، عرضـت هـذا الفهم على شــيخ منــف شيوخ األزهر فقال: ال، هذا دليل على وجوب التصوير! شف الضالل، كي

»لعن اللــه آكــل الربــا، »ولعن المصــور«يفهم كتــاب اللــه وفي البخــاري: ــه وشــاهديه ولعن المصــور« ــه وكاتب ــه علم إالوموكل ؟ فهم، الفهم، مــا في

بفهم، ما فيه علم إال بحفظ، لكن ما فهمه، فهم هــؤالء الــذين يطلعــون لنــاا في وسائل اإلعالم بطوام الطوام، وينسبوبها إلى الكتاب والسنة. يومي

حيفة" ، عندنا غــير"أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الص هذه الصحيفة. هل أخفاها؟ اآلن عند القوم علوم خفية لم يطلع عليها أحــد وعلوم عند المنتظر شيء ما يخطر على البال على حد زعمهم، هل أخفى

ــه-؟ ــه عنـ ي اللـ ــ "ق��ال: قلت: فم��ا في ه��ذهالصـــحيفة علي -رضـحيفة؟" ــة، "قال: العقل" ثالثة الص وهــو الدي ير، وال "وفك��اك األس��

، وهذا هو الشاهد أن هــذه الصــحيفة مكتــوب فيهــا،يقتل مسلم بكافر"هو الشاهد لكتابة العلم.

....... طالب:ن الــذي عنــده؛ خشــية ما فيها شــيء زائــد عمــا عنــد غــيرهم، لكن هــو يــبيي اللــه عنــه- إمــا أن الكتمان يقول: عندنا هذه الصحيفة فقط. فعلي -رضــ

شرح كتاب العلم من صحيح البخاري(184 )

8

ــا - ــون كاذب يكون صادقا فيكون هؤالء القوم كذبة يفترون عليه، وإما أن يكي اللــه عنــه- الخليفــة وحاشــاه- ويكــون هم الصــادقون. مــا دام علي -رضــ الراشد ذو المناقب ذو الفضائل ومشهود له بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين

هذا كالمه، لكن انفكاكهم من مثل هذا الكالم صعب أم سهل؟ .سهل طالب:

سهل، هذا كالمكم أنتم، هذا كتابكم ما هــو بكتابنــا. ومن الغــريب أن جميــعــذون الســنة، ــادون الســنة ، ويناب ــف تنتســب إلى الســنة إال هم يع الطوائ

ويذمون السنة، وال ينتسبون إليها، والله المستعان. )قوله: باب كتابة العلم، طريقة البخ��اريقال الشارح -رحمه الله-:

في األحكام التي يقع فيه��ا االختالف أن ال يج��زم فيه��ا بش��يء ما قال: باب وجوب كتابــة العلم، أو منــع أوبل يوردها على االحتمال(

ــال. ــا على االحتم ــيء، أورده ــزم بش ــا ج ــة العلم، م ــريم كتاب )وه��ذهتح لوقوع الخالف في حكم كتابة العلم في الصدر األول،الترجمة من ذلك(

أما بعد ذلك فقد وقع اإلجماع على جوازه. )ألن الس��لف اختلف��وا في ذل��ك عمال وترك��ا، وإن ك��ان األم��ر اس���تقر واإلجم���اع انعق���د على ج���واز كتاب���ة العلم ب���ل على

؛ ألنه ما ال يتم الواجب إال به فهــو واجب.استحبابه، بل ال يبعد وجوبه( )بل ال يبع��د وجوب��ه على من خش��ي النس��يان ممن يتعين علي��ه

تبليغ العلم. قوله: حدثنا ابن سالم، كذا لألصيلي واسمه محم��د، وق��د ص��رح

)ح��دثنا ابن س��الم، ك��ذا لألص��يلي اآلن قــال: به أبو داود وغ��يره( التنصــيص علىواس��مه محم��د، وق��د ص��رح ب��ه أب��و داود وغ��يره(

األصيلي يدل على أن بقية الرواة خالفوه، ماذا قالوا؟ ....... طالب:

قالوا: حدثنا محمد بن سالم؟ ....... طالب:

أين؟ حـدثنا ابن سـالم هـذا األصـيلي، الـذي غـيره من الـرواة أيش قـالوا؟قالوا: محمد بن سالم، أو محمد فقط؟

....... طالب: لكن ال بد أن يبين لو فيه أحد قال: محمد فقــط. إذا مــا الفائــدة من قولــه:

ــترجيح بين روايــات الصــحيح، ممــا)وقد صرح به أبو داود وغيره( ؟ لل يدل على أن رواية الرواة اآلخرين أرجح من رواية األصيلي؛ ألنــه صــرح بــه

أبو داود. )قوله: عن سفيان هو الثوري؛ ألن وكيعا مشهور بالرواية عنه، وق��ال أب��و مس��عود الدمش��قي في األط��راف: يق��ال: إن��ه ابن عيينة. قلت: لو كان ابن عيينة لنسبه؛ ألن القاعدة في ك�ل من روى عن متفقي االس��م أن يحم��ل من أهم��ل نس��بته على من يكون له به خصوصية من إكثار ونح��وه كم��ا ق��دمناه قب��ل ه��ذا، وهكذا نقول هنا؛ ألن وكيعا قليل الرواية عن ابن عيين��ة بخالف

.الثوري( ....... طالب:

ماذا يقول؟

9 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير9

....... طالب:ارفع صوتك.

قال الجياني في تقييد المهمل: وهذا الحديث محفوظ عن ســفيانطالب: بن عيينــة بعــد نقــل قولــه أبي مســعود الدمشــقي، ثم ســاق هــذا الحــديث بإســناده، وفيــه التصــريح بــأن ســفيان هــو ابن عيينــة ووثــق رجالــه، وقــال الكرماني في شرحه: يحتمل أن يراد بــه الثــوري، وأن يــراد بــه ابن عيينــة؛ ألن وكيعا يروي عنهما، وهما يرويان عن مطــرف، وال قــدح لهــذا االلتبــاسا كان منهما فهو إمام حافــظ ضـابط عـدل مشــهور على في اإلسناد؛ ألن أي

شرط البخاري، ولهذا يروي لهما في الجامع شيئا كثيرا. مثل هذا المهمل حتى لو لم نتوصل إليه فالحــديث صــحيح على كــل حــال؛ ألنه أينما دار دار على ثقة، لكن القاعــدة في تميــيز الحمــادين والســفيانين كما ذكر الحافظ الذهبي في آخر الجزء السابع من سير أعالم النبالء، وهذاــه ذكرناه سابقا، ومثل ما ذكره الحافظ -رحمه الله- أنه إذا كانت للــراوي ب

خصوصية فال مانع من إهماله، وإذا كان مقال عنده فال بد من نسبته. )قوله: عن مطرف هو بفتح الط��اء المهمل��ة وكس��ر ال��راء، ابن

ــو طريف( ــني، ه ــه وهم م )ابن طريف قد يكون القول بأنه ابن عبد الل بطاء مهملة أيضا. قوله: عن الش��عبي، وللمص��نف في ال��ديات:

)قول��ه: يعني صــرح مطــرف بســماعه من الشــعبي. سمعت الشعبي( عن أبي جحيف���ة، ه���و وهب الس���وائي، وق���د ص���رح ب���ذلك اإلس��ماعيلي في روايت��ه، وللمص��نف في ال��ديات: س��معت أب��ا

)واإلس�ناد كل��ه كذلك صرح الشعبي بسماعه من أبي جحيفــة، جحيفة( كوفيون إال شيخ البخ��اري وق��د دخ��ل الكوف��ة، وه��و من رواي��ة

أبو جحيفة صحابي وعلي أيضا صحابي. صحابي عن صحابي( )قوله: قلت لعلي، هو ابن أبي طالب -رضي الله عن��ه-. قول��ه: هل عندكم؟ الخطاب لعلي، والجمع إما إلرادت��ه م��ع بقي��ة أه��ل

الكتاب مصدر يــراد بــهالبيت أو للتعظيم. قوله: كتاب، أي مكتوب( )أخذتموه عن رسول الله -صلى الل��ه علي��هاسم المفعول مكتوب،

وسلم- مم��ا أوحي إلي��ه، وي��دل على ذل��ك رواي��ة المص��نف في الجهاد: هل عن��دكم ش��يء من ال��وحي إال م��ا في كت��اب الل��ه؟(

ــق عنيعني قدر زائد على ما في كتاب الله. وأيضا السنة وحي: }وما ينطــوحى{3الهوى ) ــو إال وحي ي ــ 4،ــ 3 ]النجم: ( إن ه )وله في ال��ديات:[،

هل عندكم شيء مما ليس في القرآن؟ وفي مسند إسحاق بن راهوي��ه عن جري��ر عن مط��رف: ه��ل علمت ش��يئا من ال��وحي؟ وإنما سأله أبو جحيفة عن ذل�ك؛ ألن جماع�ة من الش�يعة ك�انوا يزعمون أن عند أه��ل ال��بيت -ال س��يما عليا- أش��ياء من ال��وحي خصهم الن��بي -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- به��ا لم يطل��ع غ��يرهم

عليها(.ــاء زاد؟ ــل من ج )وقد هذا في زمن علي -رضي الله عنه-، فكيف وهم ك

ا قيس بن عب��ادة وه��و بض�م س�أل عليا عن ه�ذه المس��ألة أيض�� المهمل��ة وتخفي��ف الموح��دة، واألش��تر النخعي وح��ديثهما في

.مسند النسائي( .......طالب:

شرح كتاب العلم من صحيح البخاري(184 )

10

ماذا؟ ....... طالب:

هو األصل أنه بدون هاء ....... ....... طالب:

بدون هاء؟ خالص هو ابن عباد. مســند النســائي، نعم، مســند أم ســنن؟ أوفي مسنده عند النسائي؟ مسند علي.

....... طالب: النسائي نعم له مسند علي، لكن في مسند النسائي .......

....... طالب: مــا يحتــاج؛ ألنــه مــا)بضم الميم(لو كان عبادة ما يحتــاج إلى أن يقــال:

المسند المعروف)حديثهما في مسند النسائي(يضبط غير المشكل. ــبرى أو ــائي الك ــنن النس ــائي س ــاب النس ــائي، وإال فكت ــند علي للنس مس الصــغرى، قــد يطلــق عليــه المســند من بــاب التجــوز؛ ألن أحاديثــه مرويــة باألسانيد كما صحيح البخاري الجامع الصحيح المسند، ومسند الدارمي عده ابن الصالح من المسانيد وانتقده الحافظ العــراقي: وعــده للــدارمي انتقــد

ألنه سنن ليس بمسند، والكالم في هذا معروف عند أهل العلم. )قوله: قال ال، زاد المصنف في الجه��اد: ال وال��ذي فل��ق الحب��ة

إال كتاب الله، يعــنيوبرأ النسمة. قوله: إال كتاب الله، هو بالرفع(ال يوجد عندنا إال كتاب الله، فاالستثناء مفرغ وسالم نعم فيرفع.

)وقال ابن المنير: فيه دليل على أنه كان عن��ده أش��ياء مكتوب��ة من الفق��ه المس��تنبط من كت��اب الل��ه، وهي الم��راد بقول��ه: أو فهم أعطيه رجل؛ ألنه ذكره بالرفع، فلو كان االستثناء من غير الجنس لك��ان منص��وبا، ك��ذا ق��ال، والظ��اهر أن االس��تثناء في��ه

؛ ألنــه عطــف على كتــاب اللــه والفهممنقطع، والمراد ب��ذكر الفهم(غيره، فهو استثناء منقطع، يعني إال كتاب الله وإال فهم، هذا األصل.

)والمراد بذكر الفهم إثبات إمكان الزيادة على ما في الكتاب، وق��د رواه المص��نف في ال��ديات بلف��ظ: م��ا عن��دنا إال م��ا في

فهم في الكتـــابالق���رآن إال فهم���ا يعطى رج���ل في الكت���اب( )فاالستثناء األول مفرغ والثاني منقطع معن��اه: لكن إن أعطى الله رجال فهما في كتاب�ه فه��و يق�در على االس�تنباط فتحص�ل عنده الزيادة بذلك االعتبار، وق��د روى أحم��د بإس��ناد حس��ن من طريق ط��ارق بن ش��هاب ق��ال: ش��هدت عليا على المن��بر وه��و يقول: والله ما عندنا كتاب نق��رؤه عليكم إال كت��اب الل��ه وه��ذه

الصحيفة، وهو يؤيد ما قلناه أنه لم يرد بالفهم شيئا مكتوبا. قول��ه: الص��حيفة أي الورق��ة المكتوب��ة، وللنس��ائي من طري��ق األشتر: فأخرج كتابا من قراب سيفه. قول��ه: العق��ل أي الدي��ة، وإنما س��ميت ب��ه ألنهم ك��انوا يعط��ون فيه��ا اإلب��ل ويربطونه��ا بفناء دار المقتول بالعقال وه��و الحب��ل، ووق��ع في رواي��ة ابن ماجه بدل العقل الديات والمراد أحكامها ومقاديرها وأصنافها. قوله: وفكاك بكسر الفاء وفتحها، وقال الف��راء: الفتح أفص��ح(

)والمع��نى أن فيه��ا حكم تخليص األس��ير من ي��د الع��دوفكــاك

11

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

11

وفكاك األسير فرض في بيت مال المسلمين، قالوالترغيب في ذلك(ابن العربي: ولو لم يبق فيه درهم.

)قوله: وال يقتل بضم الالم، وللكشميهني: وأن ال يقت��ل بفتح ــه أن، الالم(؛ ــه دخلت عليـ )بفتح الالم، وعطفت الجمل���ة على ألنـ

المف��رد؛ ألن التق��دير فيه��ا أي الص��حيفة حكم العق��ل وحكم تحريم قتل المسلم بالكافر، وس��يأتي الكالم على مس��ألة قت��ل المس��لم بالك��افر في كت��اب القص��اص وال��ديات إن ش��اء الل��ه تعالى، ووقع للمصنف ومسلم من طريق يزيد التيمي عن علي قال: ما عندنا شيء نقرؤه إال كتاب الله وهذه الص��حيفة، ف��إذا

ــور فيها: المدينة حرم( )الحديث، ولمس��لم يعني مــا بين عــير إلى ث عن أبي الطفيل عن علي: م��ا خص��نا رس��ول الل��ه -ص��لى الل��ه عليه وسلم- بش��يء لم يعم ب��ه الن��اس كاف��ة إال م��ا في ق��راب

»لعن الل��ه من ذبحسيفي هذا، وأخ��رج ص��حيفة مكتوب��ة فيه��ا: الح��ديث، وللنس��ائي من طري��ق األش��تر وغ��يره عنلغير الل��ه«

»المؤمن��ون تتكاف��أ دم��اؤهم يس��عى ب��ذمتهمعلي: ف��إذا فيه��ا الح��ديث، وألحم��د من طري��ق ط��ارق بن ش�هاب: فيه��اأدناهم«

فرائض الصدقة. والجم��ع بين ه��ذه األح��اديث أن الص��حيفة ك��انت واح��دة وك��ان جميع ذل��ك مكتوب��ا فيه��ا فنق��ل ك��ل واح��د من ال��رواة عن��ه م��ا

يعني مجموع، المجموع موجود ال سيما ما ثبت منهحفظه، والله أعلم( )وقد بين ذل�ك قت�ادةموجود، فكل راو اقتصر على ما ثبت في حفظه.

ا في روايته له��ذا الح��ديث عن أبي حس��ان عن علي، وبين أيض��ي الل��ه تع��الى عن��ه- عن ذل��ك، السبب في س��ؤالهم لعلي -رض�� أخرجه أحمد وال��بيهقي في ال��دالئل من طري��ق أبي حس��ان أن عليا كان يأمر باألمر فيق��ال: ق��د فعلن��اه، فيق��ول: ص��دق الل��ه

.ورسوله( يأمر باألمر ممــا ليس بأيــدي من يســمع بهــذا األمــر، ثم يكــون قــد فعلــوه فيقول علي -رضي الله عنه-: صدق الله ورسوله، يعني كأنــه عنــده شــيء

)فقال له األش��تر: ه��ذا ال��ذي تق��ول أه��ويستند إليه في هذا األمر. شيء عهده إليك رسول الل��ه -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- خاص��ة

.دون الناس؟ فذكره بطوله(ل بنثم قــال المؤلــف -رحمــه اللــه تعــالى-: "ح��دثنا أب��و نعيم الفض��

، نعم؟ دكين" ....... طالب:كيف؟

....... طالب: نعم، ما فيه وحده، أبو هريرة ما اختص بأشياء ليســت عنــد غــيره؟ وجــدت النابتة يعني بدايات التشيع هـو الـذي أورث هـذا السـؤال والغلـو لعلي وآل البيت بداياته في عصره -رضي اللــه عنــه-، وجــد من ســجد لــه: لمــا رأيت األمر أمرا منكرا، ووجد من يؤله -رضي الله عنه وأرضاه-، فما هو ببعيد أن يقال عنده أشياء، هذا مبعث السؤال وإال عمــر عنــده أكــثر منهــا، أبــو بكــر

عنده أكثر منها، أبو هريرة أكثر وأكثر.

شرح كتاب العلم من صحيح البخاري(184 )

12

....... طالب:ماذا؟

....... طالب:ال موجودة عنده.

....... طالب:على حد علمه -رضي الله عنه-.

ل بن دكين، ق��ال: ح��دثناقال -رحمه الله-: "حدثنا أب��و نعيم الفض��لمة، عن أبي هري��رة: أن خزاع��ة شيبان، عن يحيى، عن أبي س�� قتل��وا رجال من بني ليث -ع��ام فتح مكة- بقتي��ل منهم قتل��وه"

"فأخبر بذلك النبي -صلى الل��ه علي��ه وس��لم-، ف��ركبيعني قبل، ال: »إن الله حبس عن مكة القت����ل، أوراحلت����ه فخطب، فق����

لط" المؤلف البخاري -رحمــه اللــه-، شك أبو عبد الله"الفيل« »وس�� يعــني في الســاعة الــتي أحلت لهم،"عليهم رسول الله والمؤمنين«

»أال وإنها لم تحل ألحد قبلي، ولم تحل ألح��د بع��دي، أال وإنه��ا"ــوم الفتح، "حلت لي ساعة من نهار« اعتي" يعــني ي »أال وإنه��ا س��

انتهت الساعة التي أحل فيها للنبي -عليه الصالة والســالم-"هذه حرام«ــني"»ال يختلى شوكها، وال يعضد شجرها«"القتل، يختلى شوكها يع

اقطتها«"يحش، ويعضد شجرها يعني يقطع، اللقطــة"»وال تلتقط س��د«" يعــني ال تملــك، ليســت كســائر البقــاع يعرفهــا ســنة ثم"»إال لمنش��

ــه"»إال لمنشد، فمن قتل فهو بخير النظ��رين«"يملكها، يعــني ولياد أه���ل" ا أن يق��� ا أن يعق���ل، وإم »فه���و بخ���ير النظ���رين: إم

.القتيل«ول الله، ال: اكتب لي ي��ا رس�� فج��اء رج��ل من أه��ل اليمن فق��

ــات أخــرى حــتى في"»اكتبوا ألبي فالن«فقال: ــه في رواي جــاء بيانل من ق��ريش: إال اإلذخ��ر". »اكتبوا ألبي شاه«الصحيح: ال رج� "فق��

ول الله، فإناوهو العباس -رضي الله عنه وأرضاه- "إال اإلذخر يا رس�� الــبيوت مــع الخشــب الــذي يكــون فينجعل��ه في بيوتن��ا وقبورن��ا؟"

"فقالالسقف من أجل أال ينزل التراب، وكذلك في القبور بين اللبنـــات، ، قال ذلك"»إال اإلذخر إال اإلذخر«النبي -صلى الله عليه وسلم-:

"قال أبو عبد الله"استجابة لعمه أو أنه نزل الوحي لتقرير هذا الحكم؟ يءالبخــاري اد بالق��اف، فقي��ل ألبي عب��د الله: أي ش�� "يقال: يق��

"ق��ال: كتب ل��ه ه��ذه ســئل البخــاري: أي شــيء كتب لــه؟ كتب له؟".الخطبة"

)قوله: حدثنا شيبان هو ابن عبد الرحمن يكنى أبا معاوية، وه��و بفتح الش��ين المعجم��ة بع��دها تحتاني��ة ثم موح��دة، وليس في البخاري بهذه الصورة غيره. قوله: عن يحيى هو ابن أبي كثير. قوله: عن أبي سلمة، في رواية المصنف في الديات: حدثنا أبو س�لمة، ق�ال: ح�دثنا أب�و هري�رة. قول�ه: أن خزاع�ة أي القبيل�ة المش��هورة والم��راد واح��د منهم، ف��أطلق علي��ه اس��م القبيل��ة

ــل وإرادة البعض، مج��ازا( ــاب إطالق الك )واس��م ه��ذا القات��ل من ب خراش بن أمية الخزاعي، والمقتول في الجاهلي��ة منهم اس��مه أحم��ر، والمقت��ول في اإلس��الم من ب��ني ليث لم يس��م. قول��ه:

13

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

13

أي منع عن مكة القتل أي بالقاف والمثن��اة من ف��وق،»حبس« في القصــة أي بالفاء المكسورة بع��دها ي��اء تحتاني��ة(»أو الفيل«

)قول��ه: ك��ذا ق��ال أب��و نعيم،المشهورة التي نزلت فيها سورة الفيــل. أبــو نعيم الفضــل بن دكين.أراد البخاري أن الشك في��ه من ش��يخه(

)قوله: وغيره يقول الفيل أي بالفاء وال يشك، والم��راد ب��الغير من رواه عن ش���يبان رفيق���ا ألبي نعيم، وه���و عبي���د الل���ه بن

.موسى( ....... طالب: ماذا؟

....... طالب:نعم.

....... طالب:اسمه؟ ....... طالب:

في أي باب؟ ....... طالب:

من الشرح ما هو من المتن، هذا من ابن حجر، ننبه؟ ....... طالب:

ال. )ومن رواه عن يحيى رفيقا لشيبان، وهو ح��رب بن ش��داد كم��ا سيأتي بيانه عن��د المص��نف في ال�ديات، والم�راد بحبس الفي��ل أهل الفيل، وأش��ار ب��ذلك إلى القص��ة المش��هورة للحبش��ة في غزوهم مكة ومعهم الفي�ل، فمنعه��ا الل��ه منهم، وس�لط عليهم

يعني صــيانةالطير األبابيل مع كون أهل مكة إذ ذاك كانوا كفارا( )فحرمة أهلها بعد اإلس��الم آك��د، لكن غ��زو الن��بي -ص��لىللبيت.

الله عليه وسلم- إياه��ا مخص��وص ب��ه على ظ��اهر ه��ذا الح��ديث وغيره، وسيأتي الكالم على المسألة في كتاب الحج مفصال إن

شاء تعالى. لط عليهم«قول��ه: مرف��وع»رس��ول« ه��و بض��م أول��ه، و»وس��

مرفــوع؛ ألنــه نــائب فاعــل. في مســجد معطوف عليه(»المؤمنون«و قام سائل واإلمام من كبــار أهــل العلم، إمــام المســجد، قــام ســائل وقــاللط اللــه علي األمــراض، فقــال السائل يسأل يتكفف الناس، لكنه قال: ســلط، فهــل في اللفــظ مــا يســتدرك؟ هذا الشيخ: قل قدر اللــه، ال تقــل: ســ

؟ »وسلط عليهم رسوله والمؤمنون« .......طالب:

ماذا؟ ....... طالب:

لكن األمراض؟ ....... طالب:

ابتالء بال شك، لكن هل يسوغ أن يقول: سلط عليه األمراض؟ .......طالب:

ماذا؟

شرح كتاب العلم من صحيح البخاري(184 )

14

....... طالب:تأمله.

....... طالب:شكاية؟ والتقدير؟

....... طالب:وإذا قدر المفعول؟

....... طالب:ال، قد يكون الذكر منفك عن الشيء، مجرد اإلخبار به.

، وللمص��نف في»ولم تح��ل«، للكش��ميهني: »وال تح��ل«)قوله: وهي ألي���ق»ولن«اللقط���ة من طري���ق األوزاعي عن يح���يى:

بالمستقبل. بالخاء المعجمة أي ال يحصد، يق��ال: اختليت��ه»ال يختلى« قوله:

إذا قطعت�ه، وذك��ر الش��وك دال على من��ع قط�ع غ�يره من ب�اب إذا كان الشوك مؤذيا فال يجوز أن يقطـع، فغـيره ممـا ال يـؤذي منأولى(

باب أولى. )وسيأتي ذكر الخالف فيه في الحج إن شاء الله تع��الى. قول��ه:

ف، وسيأتي الكالم على هذه المس��ألة في»إال لمنشد« أي معركتاب اللقطة، إن شاء الله تعالى.

ك�ذا وق�ع هن�ا، وفي�ه»فمن قت��ل فه��و بخ��ير النظ��رين«قوله: حذف وقع بيانه في رواي��ة المص��نف في ال��ديات عن أبي نعيم

. »فمن قتل له قتيل«بهذا اإلسناد: هو بالق��اف أي يقتص، ووق��ع في رواي��ة»وإما أن يقاد«قوله:

ــدال بالفاء وزيادة ياء بعد الدال(»إما أن يفادى«لمسلم: ــد ال بعيعني الياء هذه يعني رسمها رسم الياء وإال رسمها األلف المقصورة.

)والص��واب أن الرواي��ة على وجهين: من قاله��ا بالق��اف ق��ال من العقل، وهو الدي��ة، ومن قاله��ا»إما أن يعقل«فيما قبلها:

بالق��اف والمثن��اة،»إم��ا أن يقت��ل«بالف��اء ق��ال فيم��ا قبله��ا: والحاصل تفسير النظ��رين بالقص��اص أو الدي��ة، وفي المس��ألة

بحث يأتي في الديات، إن شاء الله تعالى. طيبقوله: فجاء رجل من أهل اليمن، هو أبو شاه بهاء منون��ة(

شاه مؤنث ترى ما يمنع من الصرف؟ ....... طالب:

ا؟ ا أو أعجمي أبو شاه؟ هل يصير اسما عربي ....... طالب:ما هو؟ ....... طالب:

عندنا من رواة الصحيح: عبد الله بن سياه، وســياه أعجمي وصــرف، لمــاذاــو أعجمي؟ رف وه صرف وهو أعجمي؟ هذا يصير أوضح من هذا، لماذا صــ

حدثنا عبد الله بن سياه؟ ....... طالب:

15

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

15

ــة وصــف وليس بعلم، ال ال ال، هذا اسمه. قالوا: ألن اســتعماله في األعجمي فما اجتمعت العلمية والعجمة في أمر واحد، العلمية في العربيــة والعجمــة

وصف، وهذه من دقائق هذا الباب. وأبو شاه مثله.فه، وهن��اك )وسيأتي في اللقطة مسمى، واإلشارة إلى من حر من الزي��ادة عن الولي��د بن مس��لم: قلت لألوزاعي: م��ا قول��ه:اكتبوا لي؟ قال: هذه الخطب��ة ال��تي س��معها من رس��ول الل��ه - صلى الله عليه وسلم-. قلت: وبهذا تظهر مطابقة هذا الحديث

)قوله: فقال رجل من قريش، اكتبوا، يعني األمر بالكتابة. للترجمة( هو العباس بن عبد المطلب كما سيأتي في اللقطة، ووقع في

ش��اه،رواية البن أبي شيبة: فقال رجل من ق��ريش يق��ال ل��ه: والشاه عند األعجام الملك. وهو غلط(

)قوله: إال اإلذخر، ك��ذا ه��و في روايتن��ا بالنص��ب، ويج��وز رفع��ه كذا ه��و في»إال اإلذخر إال اإلذخر«على البدل مما قبله. قوله:

.روايتنا، والثانية على سبيل التأكيد(والله أعلم.

وصلى الله وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.